الاسلام و ايديولوجية حرب الافكار الضالة
يمتلك ديننا الحنيف ادوات مهمة تمهد له الطريق في مواجهة كل طارئ يطفو على السطح في أي وقتٍ و مكان ؛ لأنه ذو ايديولوجية من صنع السماء وهذا ما جعله في قوة و صلابة ومن جميع الاتجاهات التي تدخل في إعداد الشرائع و التعاليم السمحاء أو في ادارة شؤون العباد و تنظيم العلاقات القائمة بين الافراد ، وبين العبد و ربه ، فكان من بين تلك الادوات الإرتكازية لدى الاسلام وجود القادة المصلحين و بمختلف العناوين ابرزها النبي و الخليفة لذلك نجد أن اختيار المصلح كان وما يزال من اختصاصاتها وبذلك تضمن سير الانسانية ضمن المخططات التي اعدت لها وفق التخطيط الالهي فتكون في محيط يوفر لها عدم وقوع بشراك الافكار الضالة و الدعاوى الطارئة التي تريد ضياعها و بعدها عن ساحة الرحمة الالهية ، و حتى لا تحصل تنظيمات الفكر الظلامي و دعاة الارهاب و الاجرام على مبتغاها فقد اوجدت السماء علاجاً لذلك الداء يتوقف على وجود الفقهاء الصالحين وهم من إعداد السماء فقدمت لهم كل ما يعزز موقفهم الايجابي من حيث القرآن الكريم و السنة النبوية و السيرة المستقيمة لرجالات الاسلام الأوائل من خلفاء راشدين و صحابة كرام ( رضي الله عنهم ) كانوا المداد المستقيم الذي يشدُّ الفقيه الصالح عضده به عند المطارحات العلمية و النقاشات الفكرية مع تنظيمات الفكر الطارئ عندما تُعقد المناظرات الجدلية العلمية للوقوف على صاحب الرأي السديد و دعوته الصادقة و تميزه عن اهل دعاوى الانحراف المتأسلمين حتى يكون المجتمع في دائرة الطريق الصحيح و يسير في حدود جادة الصواب وهذا ما سعت السماء لإدامة زخمه في مختلف الوقت و المكان ، حيث شهدت الامة الاسلامية العديد من الحركات و التيارات ذات الافكار المسمومة لأشر فقهاء تحت ظل السماء فكانت تنظيمات داعش خير مصداق لهذه العناوين التي حملت معها فتاوى و جرائم منظمة و ارهاب فكري لم تشهد المجتمعات العربية مثيلاً له من قبل ومع هذا نراهم يدعون بأنهم مسلمين و يسعون للإصلاح و الصلاح و إعادة ترتيب الاوراق للشعوب الاسلامية وفق منظارهم الخاص و حسبما تقتضيه فتاوى أئمتهم و رؤى قادتهم الساعين خلف الجاه و السلطة و الملذات الشهوانية وهذا ما كشف عنه رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في جل محاضراته العقائدية التي قاربت على (29) محاضرة لبحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) و كذلك البحث الآخر وتحت عنوان ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) وقد شارف على (17) محاضرة حيث وضعا كلاهما النقاط على الحروف و كشفا زيف ما جاء به داعش من فكر ضال و دعاوى محرفة للحقائق و دكتاتورية إجرامية تريد تشويه صورة الاسلام و تستعبد العباد و تنهب و تخرب البلاد ، فحري بنا يا مسلمين أن نأخذ تلك المحاضرات على محمل الجد و نكون حقاً و قولاً و فعلاً عند حسن ظن السماء بنا فنكون المصداق الحقيقي لقوله تعالى ( كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ) و لنواجه الفكر بالفكر و ليس بالسيف و البندقية فقط .
http://www.al-hasany.com/vb/index.php بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة