استمرارية عداء أئمة التيمية لأهل الحق
بقلم احمد السيد
صراع دائم منذ بدء الخليقة وإلى الآن بين الحق والباطل وعلى مر الأزمان كان دعاة الحق مهمشين ومظلومين لقلتهم ولكبر الهالة الإعلامية التي تحيط بالباطل وأهله فللحق مصاديق وللباطل أيضاً نفس الأهداف باختلاف الأشخاص إلى الآن لم تشهد الكرة الأرضية دعاة للباطل أسوأ من أئمة التيمية وبالمقابل لايوجد أفضل من الرسول وآله الأئمة الأطهار(صلوات الله وسلامه عليهم) أهلاً ودعاة للحق فمن يريد أن يعرف صفات أهل الباطل فلينظر إلى الجهل والحسد والبغضاء والمكر والقتل والفجور والتخريب وشرب الخمر والخيانة من لاصقته هذه الصفات وأمثالها فهو لا شك من أهل الباطل وهذا ماهو موجود في جميع أئمة التيمية خلفاء وسلاطين وأئمة , وأما الإيمان وحسن الخلق والكرم والسماحة والفصاحة والعلم والعفو والاخلاص والشجاعة والأمانة وغيرها من الصفات الحميدة التي تحلى بها أئمة الحق وهنا سأطرح مثلاً للحق وهو الإمام محمد الجواد بن علي بن موسى عليهم السلام وفي مقابله إمام الباطل إمام التيمية وخليفتهم المعتصم بن هارون العباسي فقد كان الإمام الجواد عالماً منذ صباه شهدت له المواقف والمجالس كان حكيماً وقوراً متحلياً بأخلاق جده الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لايظلم في حضرته أحد يدعو إلى المساواة والمحبة مواسياً للرعية في محنهم فلقد شارك الناس في البأساء والضراء، وواساهم في فجائعهم ومحنهم،فكان يرسل تعازيه للمنكوبين والمفجوعين ومدَّ يد المعونة إلى فقرائهم، وضعفائهم، وبهذا البرّ والإحسان فقد احتلّ القلوب والعواطف وأخلص له الناس وأحبّوه كأعظم ما يكون الإخلاص والحبّ. ومن أحاديثه ووصاياه بالتحلي بالأخلاق أنه قال (عليه السلام): (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه، وعنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه، والشكر زينة الرواية، وخفض الجناح زينة العلم، وحسن الأدب زينة العقل، والجمال في اللسان، والكمال في العقل..) هذا فقد وضع (عليه السلام) بهذه الكلمات الرائعة الأسس لحسن الأخلاق ومكارم الأعمال، والدعوة إلى قيام الصداقة ووضع (عليه السلام) بهذه الكلمات الرائعة الأسس لحسن الأخلاق ومكارم الأعمال، والدعوة إلى قيام الصداقة والصحبة على واقع من الفكر والمرونة.هذه بعض مثل الإمام الجواد وقيمه، وقد رفعته إلى المستوى الرفيع الذي بلغه آباؤه الذين فجرّوا ينابيع العلم والحكمة في الأرض، ورفعوا مشعل الهداية والإيمان بالله تعالى. لقد كان الإمام الجواد (عليه السلام) من أروع صور الفضيلة والكمال في الأرض، فلم ير الناس في عصره من يضارعه في علمه وتقواه وورعه، وشدّة تحرّجه في الدين، فقد كان نسخة لا ثاني لها في فضائله ومآثره التي هي السرّ في إمامته.واعجبت الأوساط الإسلامية بالإمام الجواد وأبهرتهم مواهبه، وملكاته العلمية التي لا تحدّ، وهي مما زادت أتباعه إيماناً ويقيناً بصحّة ما تذهب إليه وتعتقد به من أنّ الإمام لابدّ أن يكون أعلم أهل زمانه وأفضلهم واتّقاهم.. وحفلت كلماته الخالدة ووصاياه وارشاداته بأصول الحكمة وقواعد الأخلاق والآداب، ولو لم تكن له إلاّ هذه الكلمات لكانت كافية في التدليل على إمامته إذ كيف يستطيع شاب في مقتبل العمر أن يدلي بهذه الحكم الخالدة التي يعجز عن الإتيان بمثلها كبار العلماء وبالرغم من هذا الخزين العلمي والتراث الأخلاقي فقد عاش بعيداً عن إدارة شؤون الدولة وأعرض الناس عنه وبايعوا إمام الجهل المعتصم العباسي خليفة للمسلمين مع العلم بفساده وظلمه وفسقه وفجوره وجهله . أما صفات المعتصم ونزعاته التي عُرِف بها فهي الحماقة فقد وصفه المؤرّخون بأنّه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل وهذا منتهى الحمق الذي هو من أرذل نزعات الإنسان يقتل الناس من دون ذنب كما كان المعتصم يكره العلم ، ويبغض حملته ، وقد كان معه غلام يقرأ معه في الكتاب ، فتوفّي الغلام فقال له الرشيد : يا محمد مات غلامك قال : نعم يا سيدي واستراح من الكتاب ، فقال له الرشيد : وإن الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه لا تعلّموه وبقي أمّياً ، وحينما ولي الخلافة كان لا يقرأ ولا يكتب ، وكان له وزير عامّي ، وقد وصفه أحمد بن عامر بقوله : ( خليفة أمّي ووزير عامّي ) لقد كان عارياً من العلم ، والفضل ، وعارياً من كل صفة شريفة يستحق بها منصب الخلافة في الإسلام التي هي أخطر منصب يناط به إقامة الحق والعدل بين الناس ، هذه بعض الصفات الماثلة فيه. وكان شديد الكراهية والبغض للعرب وقد بالغ في إذلالهم والاستهانة بهم فقد أخرجهم من الديوان وأسقط أسماءهم ، ومنعهم العطاء كما منعهم الولايات وكان يكنّ في أعماق نفسه خالص الولاء والحب للأتراك ، فقد أخذ يستعين بهم في بناء دولته ، ويعود السبب في ذلك إلى أن أمه ( ماردة ) كانت تركية فكان يحكي الأتراك في طباعهم ونزعاتهم ، وقد بعث في طلبهم من فرغانة ، واشروسنة واستكثر منهم (3) وقد بلغ عددهم في عهده سبعين ألفاً ، وقد حرص المعتصم على أن تبقى دماؤهم متميزة فجلب لهم نساءً من جنسهم فزوجهم بهن ، ومنعهم من الزواج بغيرهن وقد ألبسهم أنواع الديباج ، والمناطق الذهبية وقد أسند لهم قيادة الجيش ، وجعل لهم مراكز في مجال السياسة والحرب وحرم العرب ممّا كان لهم من قيادة الجيوش ، وقد آثرهم على الفرس والعرب في كلّ شيء. فأساء الأتراك إلى المواطنين فكانوا يسيرون في شوارع بغداد راكبين خيولهم دون أن يعبأوا بالمارّة فكانوا يسحقون الشيخ والمرأة والطفل وقد ضجّت بغداد من اعتدائهم وعدم مبالاتهم وأترعت نفس المعتصم بالحقد والكراهية للإمام الجواد ( عليه السلام ) فكان يتميّز من الغيظ حينما يسمع بفضائل الإمام ومآثره ، وقد دفعه حسده له أن قدم على اغتياله كما سنتحدّث عن ذلك وفرض عليه الإقامة الجبرية فيها ليكون على علم بجميع شؤونه وأحواله كما فرض عليه في نفس الوقت الرقابة الشديدة ، وحجبه من الاتصال بشيعته ، والقائلين بإمامته. هكذا هم أئمة التيمية الدواعش التكفيريين الذين ذكرهم المرجع الصرخي في محاضرته الـ32 من بحثه العقائدي (وقفات مع.... التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري) فبين كيف كانوا ولا زالوا دعاة للجهل والقتل أعداء للعرب أصدقاءً للأعاجم آمرين بالمنكر ناهين عن المعروف أسسوا منهاجاً مخالفاً لمنهاج الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مرقوا من الدين خربوا البلاد فكانوا مستمرين لعدائهم لأهل الحق وأئمة الحق أنتصاراً لملوكهم وسلاطينهم وأئمتهم الفاسقين المارقة .
https://www.mrkzgulf.com/do.php?img=524530 لمشاهدة المحاضرة الــ32 كاملة من خلال الرابط أدناه:
https://www.facebook.com/alsrkhy.alhasany/videos/1467053736699439/