الإستعانة بالظالم بين الامس و اليوم من جملة القضايا التي تعرض لها الاسلام وكان لها أثر كبير على المجتمع الاسلامي هي قضية الاستعانة بالظالم من قبل القيادات السياسية الاسلامية لتحقيق مكاسب شخصية ، وهي تعلم بأن الاسلام قد اتخذ موقفاً رافضاً لذلك ناهياً فيه عن موالاة اليهود وكل مَنْ يتحالف معهم أو يستعين بهم على ظلم المسلم فقالعلى لسان القران الكريم ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء ) فهذه الاية من اوضح الادلة لكن ومما يؤسف له أن القيادات العربية موقف القران الكريم عرض الحائط فاتخذت من الظالمين أولياءاً لهم فكانت تلك المنهجية العقيمة الحل الوحيد لدى حكومات العرب لإسقاط نظيرتها الدكتاتورية ولعل النظام البائد في العراق يُعد انموذجاً لما اسلفناه ، فقضية الاستعانة بالظالمين على قتال المسلمين لم تكن وليدة العصر بل لها جذور متجذرة في نفوس الحكومات العربية التي تعقد هذه الايام قمة فاشلة فأي قضاء و حربٍ على الارهاب يتحدثون عنه ؟ فيما يجلس بينهم مؤسسي الحركات الارهابية و الداعمين لها بالمال و السلاح ، فأمريكا و حلفائها هم مَنْ اوجد تنظيم داعش و الحركات المنشقة عن الاسلام فجعلها اداة لتنفيذ حربه الصليبية ضد الاسلام وكما صرحت عنه أكثر قيادات البيت الابيض المشؤوم سعياً منهم للقضاء على ديننا الحنيف و حماية أمن و سلامة تل أبيب اللعين هذا في اليوم ، أما بالأمس فنجد اسلوب مناصرة الظالمين و الاستعانة بهم على قتل و ترويع المسلمين كان عملة رائجة عند ارباب المنهج التكفيري الدموي يقاتلون تحت راية الصليب او الوثن المغولي و يقدمون لهم المال و السلاح و كل سبل الراحة و الانتصار على ابناء جلدتهم المسلمين فيما يمتهنون الخيانة العلمية و المهنية في التعامل و نقل الاحداث التاريخية مشحونة بالكذب و التدليس و المكر و الدهاء فهم فاشلون و يلقون بفشلهم على شخصيات وهمية لا وجود لها في الخارج ليبررون مواقفهم المخزية لحكام و خلفاء عصورهم السوداء ، فما اشبه اليوم بالامس ، اليوم تخلت كل زعماء العرب عن الشعب العراقي حينما وقفوا متفرجين لا يحركون ساكناً وهو يتألم من هول ما وقع عليه من حربٍ ضروس القيت فيها آلاف الاطنان من الاسلحة الفتاكة و المحرمة دولياً بالإضافة إلى الفساد السياسي الذي نتج عنه ظهور عصابات الجريمة المنظمة و المليشيات الارهابية وأخيراً و ليس آخراً فقد تعرضت البلاد لهجمة شرسة بقيادة تنظيم داعش الذي اجتاحت كبريات المدن العراقية بين ليلة و ضحاها فشهدت موجة نزوح غير مسبوقة فقتل و جوع الاطفال و رملت النساء و بدم بارد ولا من ضمير يتحرك فيلملم جراحات العراقيين و ينطق بكلمة حق أمام السلطان الجائر وقد استغرب رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني من استعانة زعماء العرب بأمريكا و الغرب الصليبي في محاضرته (42) من بحثه الموسوم وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 12/5/2017 فقال الصرخي : ((توسلوا وأذلوا أنفسهم مِن أجل الحصول على مباركة وتأييد ودعم أميركا والغرب بالدعم الإعلاميّ والسياسيّ والعسكريّ، مِن أجل إسقاط الأنظمة والتخلّص مِن سيطرتها وسيطرة الجهات المرتبطة بها، فبأيّ مبرر شرعيّ أو أخلاقيّ برَّرَ لكم وشرَّعَ لكم الاستعانة بقوى أنتم تصفونهم بقوى كفر واحتلال واستعمار وإجرام؟ فهل تبرّرون لأنفسكم الاستعانة بأميركا ودول الغرب الصليبي وتستنكرون ذلك كُلِّيًا على ابن العلقمي ))