المحقق الصرخي .. إجرام الدواعش بحق المنظمات الانسانية منهج تيمي متأصل منذ أن تعرضت بعض البلدان الاسلامية إلى خطر الحروب وما خلفته من دمار هائل فيها تأتي في مقدمتها البنى التحتية و خاصة الاقتصادية وقد أدى إلى تفشي المجاعة و الفقر الشديد مما دفع الكثير من الشباب الواعي المؤمن بقيمه النبيلة أو ضمير حي يحركه لنجدة و إغاثة المظلومين فأسرعت تلك الشريحة الطيبة و التي نذرت نفسها لتقديم مختلف الخدمات الصحية و الغذائية وتحت عناوين انسانية مختلفة منها منظمات اغاثية او انسانية تعمل ليل نهار رغم الصعاب و الظروف القاسية التي تكتنف عملها وهذا ما ازعج تنظيم داعش فخطفوا عمال منظمات الصليب الاحمر او المنظمات الانسانية و الاغاثية أو المساومة عليهم بطلب الفدية المالية مقابل اطلاق سراحهم ولعل تلك الاعمال الارهابية الداعشية لم تكن حديثة العهد على ارباب منهج القتل و الارهاب فلها من الجذور المتأصلة في نفوس قادتهم و أئمتهم المشرعنة لها وكما نقله ابن كثير في البداية و النهاية ج13ص82 فيقول: (( وَسَبَبُ دُخُولِهِمْ –أي المغول - نَهْرَ جَيْحُونَ أَنَّ جِنْكِزْخَانَ بَعَثَ تُجَّارًا لَهُ وَمَعَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ إلى بلاد خُوارَزْم شاه يبتضعون له ثِيَابًا لِلْكُسْوَةِ ، فَكَتَبَ نَائِبُهَا إِلَى خُوَارَزْمَ شَاهْ يَذْكُرُ لَهُ مَا مَعَهُمْ مِنْ كَثْرَةِ ألأموال فأرسل إليه بأن يقتلهم ويأخذ ما معهم، ففعل ذلك ) مصيبة يندى لها جبين الانسانية و التاريخ تجار جاءوا لإغاثة الناس بما يحملون من اموال ذات مردود و نفع كبير على اهالي جيحون وهذا ما يسهم في إنعاش اسواقهم لكن ماذا نقول لأرباب الغدر و الخيانة و منهج القتل و سفك الدماء و أئمتهم مشرعنة المنهج التكفيري ؟ فبأي ذنب قتل هؤلاء التجار وهم اناس مسالمون عزل جاءوا للتبضع ولم يكن القتال في حساباتهم فذهبت ارواحهم تشكو إلى الله تعالى ظلم الظالمين و جريمة الارهابين التي كانت الامتداد الطبيعي لجرائم داعش اليوم في خطف موظفي المنظمات الانسانية و قتلهم او المطالبة بفدية مالية مقابل اطلاق سراحهم فتلك الاعمال الارهابية إنما تنبع عن اصولها المتجذرة في المنهج التيمي ماضياً و حاضراً وقد كشف عن ذلك المرجع الصرخي الحسني حيث قال : ((لاحظ الآن يأتي بعض الصحفيين أو بعض الأخصائيين أو بعض الأشخاص في منظمات الإغاثة الإنسانية بعد أن انقطعت السبل بالمهجرين والمهاجرين والنازحين والمظلومين المسلمين من السنة والشيعة، يأتي الصليبي أو المغولي أو الإلحادي أو الوثني أو اليهودي يقدم المساعدة لهؤلاء المساكين، حركه ضميره، حركه دينه الذي يعتقد به، حركته المهنة التي هو يعمل بها، فجاء هذا الإنسان لتقديم المساعدة، فماذا يفعل به؟ يختطف ويقتل، فهل توجد جريمة أقبح من هذه الجريمة ؟)) مقتبس من المحاضرة ( 44) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 19/5/2017 . فدواعش العصر يدعون الاسلام زوراً و بهتاناً فيقتلون المسلمين و غير المسلمين ! يدعون انهم محررين و أهل رحمة و انسانية و عدل و انصاف فيقتلون عمال منظمات الاغاثة الانسانية فأي رحمة و انسانية يتحدثون عنها الدواعش ؟