اخر الاخبار

الجمعة , 7 يوليه , 2017


المحقق الصرخي والانتماء الوطني وتحقيق الآمن الفكري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



هيام الكناني



مما لاريب فيه أنّ السلم هو مطمح آمال المجتمعات الإنسانية كلّها، إذ هو المناخ الذي يتحقق فيه الأمن وتشيع فيه الطمأنينة ؛ الآ أن السلم لايأتي من فراغ وليس شيئاً يُصنع أو عملاً يُمارس ؛ بل هو رغبة في النفس ومقصد من أهمّ مقاصد الإنسان السويّ، وإنّما سبيل الإنسان في تحقيق رغباته والوصول إلى مقاصده أن يبحث عن الأسباب الموصلة إلى تلك الرغبات والمقاصد، فيمارسها ويعكف على إنجازها.

لذا نجد أن الاسلام قد أوجد الإسلام أمّة رسالية صاغها على عين تعاليم الرسالة الإسلامية، واستمدّت ثقافتها من كتاب الله تعالى وسنة نبيّه المصطفى عليه أفضل الصّلاة والسلام. فقامت هذه الأمة على ثقافة الأمة الواحدة المتماسكة، ولم يلتحق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالرفيق الأعلى حتى أكمل الله الدين وأتمّ النعمة، إذ ألّف بين قلوب المسلمين وجعلهم إخوانا فنزل قول الله تبارك وتعالى في عرفة في حجة الوداع: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” (المائدة 3)، ورحل النبي عليه الصلاة والسلام عن أمته وقد تركها على المحجّة البيضاء ليلها كــ نهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. هكذا هو أسلام محمد صلى الله عليه واله وسلم وأسلام الاولياء والتابعين الصالحين .. لكن النفس ميالة للهوى والتخبط حين تنتزع من روحها جوهر الاسلام فتغوص في عمق الجهالة وتسقط خلف ادران المكذبين والمنافقين فتكون عرضة للسفال والانحطاط فتقع في مهاوي الردى وهذا ما ساعد دعاة الظلال والاظلال والتكفير والتطرف الى زرع بذور التفرقة بين ابناء الاسلام فحصدت شر اعمال الكثيرين فغلبت وعمت الفوضى ارض الاسلام ؛ ولعل المتتبّع للتّاريخ يجد أنّ المجتمعات المتنوعة لطالما عانت من انشقاقات ضربت أمنها ووحدتها وتماسكها في الصميم نتيجة للتطرّف الفكري: وتاريخنا الإسلامي حافل بالمعاناة من انشقاقات أحدثها التطرّف الفكري تصدّع منها شمل الأمة الإسلامية. ولهذا كان لزاماً على دعاة الامة الاسلامية وقادتها وعلمائها الدور الكبير والمهم في تبصير المجتمعات بسمو سماحة ويسر تعاليم الإسلام وانفتاحه على الآخر وإيمانه بالحوار أساسا للتعامل مع الأديان والحضارات والثقافات، وتبيان خطر الحركات الدينية المتطرّفة التي تستغل نزعة التديّن الفطرية النقية استغلالا منحرفا يغلب عليه الجانب السياسي..

لم تُترك الآمة سدىً بيد أئمة الضلال بل كان لأعلام الأمة ودعاتها الاثر البارز في توعية الناس من الغلو والتكفير والتطرف والتحذير منه فكان المحقق الصرخي الحسني الفكر الضارب بالحق والمنهاج القويم الذي صحح منهاج الباطل وكشف زيف الادعياء بفكره وعلمه وأخلاقه فلطالما دعا ويدعو الى المنهج المعتدل الذي يتضح من قوله في بيان (وحدة المسلمين في نصرة الدين) "إننا لا نعترض على الفكرِ وتبنّيهِ ولكنَّ اعتراضَنا على خروجه من النظرية والفكر الى العمل والتطبيق وتوظيفِه في الافتراء والافك والبهتان على الاخرين و تكفيرهم واباحة دمائهم واعراضهم واموالهم، فالخطورة ليست في الفكر النظري والبحث العلمي بل في الترجمة العملية والتطبيق الخارجي التي ترتب ويترتب عليه المهالك والقبائح والمفاسد".

وبيّن أن سماحته لا يدعو إلى إلغاء حريات الآخرين بل يدعو للأخوة والتآلف والمحبة بقوله "نحن لا نريد الغاء حريات الاخرين واختياراتهم عندما ندعوا للاخوّة والتألف والمحبة والوحدة لان هذا غير ممكن ومستحيل، بل نريد احترام آراء الآخرين وليعتقد الإنسان المسلم بما يعتقد وعلى الآخرين احترامه واحترام اعتقاده ومذهبه بالرغم من انهم لا يعتقدون بصحة وتمامية ما يعتقده الآخر".

نعم ايها القارىء والمتابع اللبيب حين يشقّ التطرّف الفكري طريقه في المجتمع، يتحوّل من حالة فردية إلى حالة مجتمعية قد تأخذ شكل تيار في المجتمع أو فرقة أو تنظيم، فإنّه يلعب دورا سلبيا في خلط الأوراق، والتشويش على الحقائق، والتضليل وضرب منظومة القيم والمعايير وهذا يسبّب إشكالية قد تتحوّل إلى فتنة في المجتمع، ربما تكون فتنة دينية أو سياسية أو ثقافية. وهذا مالمسناه اليوم وداعش اكبر مثال على واقعنا وقبلها الكثير ..لهذا أكد على ضرورة التمييز بين احترام رأي الاخر وبين الاعتقاد بعدم صحته قائلا: "اعتقد انه يجب علينا ان نميز بين الامرين حتى لا نعطي الفرصة للخونة العنصريين التكفيريين لتشقيق وتفكيك الامة واضعافها وتدميرها، أي لنفرق بين احترام الآخر واحترام رأيه ومذهبه ومعتقده، وبين الاعتقاد بعدم صحة رأي الآخر وعدم تماميته"

بقلم: #__

القراء 616

التعليقات

بتول

مقال راقي . بوركت الاقلام الحرة

ارشد_العراقي

حياكم الله

حسام_مرتضى

حياكم الله وحيا العقول الراقيه بقول الحق

دعاء_منير_المعموري_

احسنتم استاذة في تسليط الضوء على اهم النقاط لخلاص الامة والمجتمعات وكشف العتمة عن العقول التي انحسر تفكيرها بالاقلام الزائفة التي شوهت الدين والتاريخ

منار_علي_

مقال رائع ابدعتم استاذة في الطرح

منار_المنصوري

التطرف الفكري من ابشع الظواهر التي تعكس سلبا على مجتمعنا الاسلامي وعليه يجب التمييز بين فكر الاسلام المحمدي الاصيل وبين الفكر الدخيل على الاسلام لكبح التطرف ولمنع خلط الحقائق نرى اليوم سماحة المحقق الصرخي الحسني لم يترك شارده ولا واردة الا ووضع فيها النقاط على الحروف وذلك لكبح من سولت له نفسه لتشويه الاسلام وزرع الفتن وتزويغ الحقاق

عذراء_البديري

أحسنتم

اريج_حسن

موفقة استاذة

مقالات ذات صلة

المحقق الأستاذ يبين لنا التدليس الممنهج في تراث الشيعة القبورية

لانعترض على القبورالشرعية للمسلمين بل على الزيادات التي ماانزل الله بها من سلطان..المهندس الصرخي محققا"

المهندس الصرخي الحسني يكشف كذب المدلسة الصفوية المنحرفين بحق الخلفاء الراشدين

التخلّص من الحسد ..في فقه المرجع والمحقق الصرخي..

المحقق الاستاذ // الشيرازية والاخبارية خطر على الاسلام يكفرون الناس على رواية ويدخلونهم الجنة على رواية

الفيلسوف الأستاذ ..ولاية الفقيه في إيران ..ولاية الشؤم والكراهية والعدوان

فاقد الاجتهاد..فاقد البرهان .. المحقق الصرخي مغردًا

المحقق الصرخي..عمر بن الخطاب يحطم الفكر المجوسي ويحمي الأعراض

المحقق الصرخي -علينا أن نلتزم بنهج أهل البيت

العاطفة هي الأخطر على المؤمن ..شمة عرفان..خمينية..روزخونية…المحقق الصرخي موضحاً؟!!

المحقق المهندس:الأستاذ يمنَح شهادة العرفان..للروزَخونيّة أهل النّفاق!!....

المحقق الصرخي.. كورونا بلاء وابتلاء.. الصيف يبدد آمال الإنسانية بقرب انتهاء جائحة كورونا

المحقق المهندس:السّلام عَليك... وَعذرًا لَك..... العِصمَة وَالعِرفَان... اِستحَالة وَأوهَام

المعلم الأستاذ ... العرفان أمور باطنية يفسدها الإعلان ..وتظهر في الحكمة والاخلاص والعمل

المرجع الأستاذ : السلوكية يشتَرِكُون بمَعنَى وَعِنوَان المُخَلّصِ الّذي يَخرجُ بَعدَ أن تُملَأ الأرضُ ظُلمًا وَجَور

الفيلسوف الصرخي .. زيارة المشاهد و الأضرحة المقدسة بين أصوات المدعين وخطر انتشار الوباء

الأستاذ المحقق... وحث المؤمنين على نصرة الهادي الامين

المرجع المهندس: إن الركن الأساس في عقيدتنا الدينية الإلهية التوحيدية

الأستاذ الفيلسوف ... لتوحيد القلوب والأفكار بحبّ النبي المختار

الأستاذ الفيلسوف ... لتوحيد القلوب والأفكار بحبّ النبي المختار

الأستاذ المحقق: ارادوا وطن ...اعطوهم الوطن

مواقف المعلم الاستاذ.. في انتشال العراق وشعبه المظلوم الجريح

المرجع المعلم يؤكد ليس لأحد القدرة على إطفاء النور ‎

المحقق الصرخي: الرسول الكريم يأمر بزيارة القبور ‎ ‎

الأنظمة المادية بين الملكية وحب الذات في فكر الفيلسوف الصرخي

المباهلة الفاصلة الكبرى بين الأعلم و الأدعياء المحقق الصرخي مُجسدا

حكم صيام المرأة المتزوجة في بيت أبيها في فقه المحقق الصرخي

المحقق الصرخي: المهديّ يعطي المال صحاحًا

الإصلاح و التقوى و الأخلاق شعار شبابنا المسلم الواعد

الشباب المسلم الواعد ونشر فكر المحقق الصرخي

الراب الإسلامي الوجه الحقيقي للشعائر الحسينية

رسالة مفتوحةالى أرباب العقول :الراب المهدوي ينقذ الشباب من الانحراف العقائدي والاخلاقي

علاء الخفاجي أحد ضحايا بطش ميليشيات السيستاني

الظهور المقدس في فكر المحقق الصرخي

معالجة العجب والتكبر في فكر المحقق الصرخي

المحقق الصرخي: الشعائر الحسينية عبادة وهي تعظيمٌ لشعائر الله

المحقق الأستاذ ... ابحثوا عن الطريق النقي الصحيح العلمي الشرعي الأخلاقي

المهندس الصرخي ... الحذر الحذر من طائفية ثانية

المحقق الصرخي نصر الحقيقة عندما خذلها الجميع

من فكر المعلم:البكاء على الحسين بدعة ام سنة ؟



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net