أنا حررتكم فلا يستعبدكم أحد من بعدي.
بقلم حيدر الراجح
اشتهر الاستعباد في جميع أرجاء المعمورة ومنذ عصور خلت لكن هناك تنوع في الاستعباد في كل مكان وزمان جميعها تفسر امتلاك شخص لشخص آخر يطلق عليه (عبد) ، لكن عندما جاء الإسلام رفض هذه الظاهرة وحاربها ، فقد بادر الرسول صلى الله عليه واله وسلم بشراء العبيد من قريش وإطلاقهم ، فتولد نوع من الحقد لدى المتكبرين المتغطرسين كون الرسول ساوى بينهم وبين عبيدهم والى الآن ظاهرة الاستعباد موجودة لكنها لبست ثوبا جديدا وتنكرت بزي آخر لإيهام المقابل أن لا وجود للاستعباد في المجتمع المسلم ولو لم تكن موجودة لما أطلق الشهيد السعيد المرجع محمد محمد صادق الصدر مقولته الشهيرة أنا حررتكم فلا يستعبدكم أحد من بعدي، ترى ماذا يقصد قدس سره الشريف وما هو نوع الاستعباد ومن هو المُستعبِد ؟ هنا يقصد الاستعباد الديني والسياسي واشد استعباد هو الاستعباد الفكري الجامع بين السياسة والدين حيث كان المجتمع يعيش حياة أشبه بحياة العبيد حيث الخوف من الحاكم وجور القوانين وحظر السفر والتنقل من مكان الى آخر يتم تحت المراقبة وبالمقابل من يعول عليه ومن يدعي تمثيل الرسول صلى الله عليه واله وسلم لم تكن عنده الجرأة لتحرير هذا الشعب وشراءه وتخليصه من العبودية ، فصار الشعب عبداً لمالكين سياسي وديني لكن سرعان ماجاء من كسر قيود العبودية وأطلق سهام التحرير من الرق من خلال صلوات الجمعة في مسجد الكوفة المعظم فصعق الحاقدين وأُلجموا حجرا بأفواههم وتحرر الناس وتزعزع الحكم لكن سرعان ما حيكت المؤامرات عليه وبدعم دولي ومؤسساتي تمت تصفية السيد المقدس ليعود الناس إلى الاستعباد وحياة الرق وتحت مسميات جديدة منها إن التقليد توقف على محمد محمد صادق الصدر وقد ترك لنا مستحدثات 40 سنة فلا حاجة لنا بالمرجع بعد الآن وهذا أيضا فكر قريب من أفكار دعاوى المهدوية كونه يلغي التقليد خصوصا وان الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر هو من يقول التقليد دين الإنسان وبالتالي استعبد الناس وتحت حجج وذرائع عديدة تارة بحجة الحفاظ على المذهب وأخرى بادعاء الكثير أنهم من اقرب الناس للشهيد السعيد وقد أوصى بهم وأشار إليهم وقال فيهم كذا وكذا فركبوا الموجة باسمه قدس سره وأساؤا إليه ، فأقول لكل من ينتمي إلى هذا الاسم الشريف :
هناك ضابطة وقاعدة وضعها بل أحياها السيد الشهيد محمد الصدر وهي التقليد في الفقه والأصول والتقليد للحي وإن كان الميت أعلم منه . أما لمن يدعي انه كان من أتباعه فلا يستغل حب الناس لمحمد الصدر في تمرير مآربه !!!. فإن كان فعلًا عظيم الشأن فليؤسس إمبراطوريته بعيدا عن التبجح بالصدر المقدس ، فالصدر المقدس أدى رسالته وأبرأ ذمته، فعلينا الاستمرار على نهجه لا الوقوف على آخر خطوة خطاها قدس سره ، فالعلم يتطور والأم التي أنجبته لا شك أنها أنجبت غيره ( والبيه زود خل يثبت نفسه بعيدا عن اسم الصدر ). فمن يحب هذا الشهيد ومن يقتدي به عليه أن يتصدى كما تصدى هو للأفكار المنحرفة وأن يحارب الجهل وينبذ الاستعباد .
فالسلام على الشهيد المظلوم ، السلام على من أحيا الجمعة ، السلام على من حرر الشعب العراقي من الاستعباد ، السلام على الداعي بالعلم والمعرفة ، السلام على من جالس الفقراء ورحمة الله وبركاته ، ولعن الله قاتليه ومن ظلموه حيًا وميتًا و سلامًا أيها الصدر المقدس سلامًا أيها الصدر الشهيد . سلامًا لك منا يا عالمًا تصدى للطغاة . سلامًا لك في القبر المنير. سلامًا لك يا أثر البشير . دمت فينا أبًا حنونًا وعلمًا يرفرف في سماء الحوزة الصادقة الناطقة بالحقّ والعلم وداعية للفكر والتفكير..
http://www3.0zz0.com/2017/07/29/22/273891855.jpg