القانون الإلهي و حب الخليفة علي
يخضع الإنسان إلى مجموعة من القوانين التي ترتبط بحياته و تنظم له طريقة التعامل مع جميع الأطراف التي ترتبط بها تلك القوانين ولعل في مقدمتها تلك التي تنظم طبيعة علاقته بربه الجليل على أسس و اعتبارات هي من تقريرات السماء حصراً وهذا ما يُطلق عليه بدستور السماء الذي يحوي كل ما من شأنه أن يجعل الإنسان يسير وفق أحكام و شرائع لا يمكن التلاعب بها ، وفي المقابل نجد القوانين التي تنظم طبيعة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة مثلاً ، او مع بقية المخلوقات الأخرى وكلها تختلف فيما بينها بسبب اختلاف الطبيعة السيكولوجية التي تقوم بين الطرفين لكن الذي يعنينا هو القوانين التي تنظم علاقة الإنسان مع خالقه و كيف تكون تلك العلاقة ؟ فهذه الأنظمة تقوُّم عمل الإنسان و تجعله متوافقاً مع رغبات السماء و حقيقة ما تريد بسطه على ارض الواقع وقد جاءت كلها على السن الرسل و الأنبياء وكل مَنْ سار على هديهم من خلفاء راشدين و أولياء صالحين (رضي الله عنهم اجمعين ) وقد كانوا بحق المثل الاعلى الذي يحتذى به لما قدموا للإنسانية من خدمات جليلة استحقوا بها مفخرة للتاريخ و للبشرية جمعاء لأنهم طبقوا الشريعة السماوية على أحسن و أكمل وجه فاستطاعوا بكل ما يمتلكون من مقومات النجاح أن يخلدوا مواقف النبيلة وكان الخليفة علي (عليه السلام ) من أوضح مصاديق العبد الصالح المخلص في كل شيء و العابد الزاهد و العامل بكل ما جاءت به سُنة نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فاستحق عن جدارة كل العناوين و الألقاب الحميدة التي وصفتها السماء بها وقد ترجمة ذلك المدح و الثناء الجميل على لسان رسولها محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فقال الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى بحق هذه الشخصية الشريفة لما تملكه من خُلُق و أخلاق إنسانية سامية دونتها بكل فخر و اعتزاز العديد من الروايات و الأحاديث النبوية الكثيرة لكي تعلم الأمم مدى درجة الإيمان التي يتمتع به علي (عليه السلام ) حتى حازت بجدارة عالية محبة السماء لها فكانت بحق طريق الهداية لنورها المبين و تستظل البشرية جمعاء بهديها و تقتدي بسيرتها العطرة فجعلتها قسيمة الجنة و النار فضلاً عن أن حبها و موالاتها من العلامات التي تميز محب عن المبغض لها فقال رسول ( عليه و آله الصلاة و السلام ) بحقها :( يا علي لا يُحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا كافر ، يا علي أنت قسيم الجنة و النار ) وقد ترجم الأستاذ المهندس الصرخي الحسني ذلك في محاضرته (8) ضمن سلسلة محاضرات في التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي في 12 / 8 / 2016 ذلك قائلاً:(( الإمام علي -عليه السلام- من مصاديق الذين يكون حبّهم إيمانًا وبغضهم كفرًا، فقد أحبّه الله كما أحبّ اللهُ رسولَه الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم)، وأمرَ اللهُ تعالى وعلى لسان رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، بحبِّه، وجعلَ حبَّه علامةَ الإيمان وبغضَه علامة النفاق ، فصارَ قسيمًا بين الإيمان والنفاق ، فيكون قسيمًا بين الجنة والنار))
بقلم // احمد الخالدي