أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم
بقلم الكاتب علي البيضاني
أن كثرة الأتباع وقلتهم ، ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل ، فهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع كون دعوتهم واحدة ، ودينهم واحدا ، فقد اختلفوا من حيث عدد أتباعهم قلة وكثرة ، حتى كان فيهم من لم يصدقه إلا رجل واحد ، بل ومن ليس معه أحد ! ففي ذلك عبرة بالغة للداعية والمدعوين في هذا العصر ، فالداعية عليه أن يتذكر هذه الحقيقة ،ويمضي قدما في سبيل الدعوة إلى الله تعالى ، ولا يبالي بقلة المستجيبين له ،لأنه ليس عليه إلا البلاغ المبين ، وله أسوة حسنة بالأنبياء السابقين الذين لم يكن مع أحدهم إلا الرجل والرجلان !والمدعو عليه أن لا يستوحش من قلة المستجيبين للداعية ، ويتخذ ذلك سببا للشك في الدعوة الحق وترك الإيمان بها ، فضلا عن أن يتخذ ذلك دليلا على بطلان دعوته بحجة أنه لم يتبعه أحد ، أو إنما اتبعه الأقلون ! ولو كانت دعوته صادقة لاتبعه جماهير الناس ! والله عز و جل يقول : \" ومَا أَكْثَرُ النَّاسِ ولَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) سورة يوسف .الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 1/684.
هذا ما اشار اليه الاستاذ المحقق الصرخي في محاضرته الى عنوان
أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم
وعلى العلماء أن يوصلوا هذه الحقائق إلى الناس، إلى أذهان الناس، لينقذوا الناس من التكفير والفكر الداعشيّ التكفيري المدمر، لا تخافوا على أنفسكم، لا تخافوا على مذهبكم، لا تخافوا على أئمتكم، لا مالك ولا الإمام الشافعي ولا أحمد ولا أبو حنيفة يحتاج إليكم وإلى المقلدين وإلى الأتباع كما أن الإمام الصادق لا يحتاج إلى الأتباع (سلام الله عليهم أجمعين)، أنت تبني مجدًا لنفسك، تبني وتؤسس لسمعة وواجهة لك وليس للأئمة وليس للفقهاء وليس للعلماء، وليس لأهل الحديث، تكذب أن تقول هذا، عليك أن تعمل في رضا الله تعالى وتكون الغاية رضا الله سبحانه وتعالى، لا تخاف، لا تتردد، قل الحق، احكِ الحق، اكشف الحق.
صاحب الحق لا يقاس بكثرة الاتباع ولا بقلته
https://www.gulf-up.com/12-2017/1512594460041.png