بقلم : احمد المــلا
كما يعلم الجميع إن ابن تيمية حرم زيارة القبور كل القبور دون استثناء وقال ببدعة كل من يزور القبور ويصلي عليها ... ويقول إن هذا الأمر لم يكن من السنة ؟؟!! وبما إن هذا الفعل لم يكن من السنة وهو فعل لم يقم به أي أحد سواء كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ولا الصحابة ولا التابعين فهذا يعد بدعة ضلال يراد بها الشرك بالله وهو الشرك الخفي، لكن هذا القول والتكفير من قبل ابن تيمية هو عبارة عن تجني على النبي قبل غيره لأن زيارة القبور والصلاة عليها كانت من سنته وسنة الصحابة كما ورد في صحيح البخاري (( 1247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَاتَ إِنْسَانٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَمَاتَ بِاللَّيْلِ، فَدَفَنُوهُ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي؟» قَالُوا: كَانَ اللَّيْلُ فَكَرِهْنَا، وَكَانَتْ ظُلْمَةٌ أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ )) ..
للعلم إن ابن تيمية أخذ أغلب فتاواه من صحيح البخاري وهو يقول (( إن أصح كتاب تحت أديم السماء بعد القرآن هو صحيح البخاري )) ...
وفي هذا الكتاب الصحيح نجد إن النبي كما يروي البخاري قد زار قبر ذلك الإنسان الذي كان يعوده وصلى عليه ... الآن صلى عليه كان يقصد بها صلى على القبر أو صلى على الميت فنحن هنا ومن هذا الحديث نعلم بأن الصلاة على القبر لغرض الصلاة على الميت ليست بدعة ومن يؤديها ليس كافراً لان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وبحسب نقل البخاري قام بهذا الفعل ( زيارة القبر والصلاة عليه ) .. فمن أين جاء ابن تيمية بتحريم زيارة القبور والصلاة على من فيها أو عليها ؟ فهل كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم قبورياً ؟ ..
من يقول هذا الحديث ضعيفاً أو مدسوساً أو محرفاً أو منكراً فهذا الإعتراض يسجل على البخاري ويكون فيه طعن بصحة البخاري ويكون البخاري ليس أصح كتاب بعد القرآن ويكون تشخيص ابن تيمية غير سليم ولا صائب ...
أما من يقول بصحة الحديث فنسأله لماذا تقولون بتبديع من يزور القبور ؟ ومن أين جاء ابن تيمية بهذا القول والتحريم ؟ ألا يعتبر ذلك تغيير لسنة رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " وكذباً عليه ؟... وهذا ليس الحديث الوحيد الذي يذكره البخاري عن زيارة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " للقبور بل هناك أحاديث أخرى ومنها ما ذكره وعلق عليه المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الرابعة عشرة من بحث " ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد " حيث قال :
{{... قال البخاري عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: صلّى رسول الله "صلى الله عليه وسلم"على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودّع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال ...
أقول : كيف تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شهداء أحد؟ النبي الصادق الأمين لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، هذا فعل النبي بأمر الله سبحانه وتعالى، أتى إلى شهداء أحد، تعامل مع شهداء أحد بعد ثماني سنين، صلى عليهم كالمودع للأحياء والأموات، هنيئًا لزوار الحسين، هنيئًا لزوار قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هنيئًا لزوار قبور الأولياء الصالحين، هنيئًا لكم عندما تتعاملون معهم كما تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شهداء أحد بعد ثماني سنين، بعد ثمانين عامًا بعد ثمانية آلاف عام، لا فرق في الأمر، قضية مشرّعة، قضية ممضاة شرعًا، قضية فعلها النبي وبأمر الله سبحانه وتعالى، تعامل مع شهداء أحد كالمودع للأحياء والأموات...}}.
وهنا وبشكل مختصر جداً نقول لأصحاب العقول الفارغة من أتباع ابن تيمية من التكفيريين أما ابن تيمية لم يعر صحيح البخاري أي أهمية ولم يلتفت إلى ما جاء به أو إنه كان منتبهاً لتلك الأحاديث الصحيحة لكنه غيّر الأحكام والسنة وهذا هو الابتداع الضال المضل أو إن صحيح البخاري ليس صحيحاً وهذا الأمر ينفي عقيدة ابن تيمية التي بناها على هذا الكتاب ، فأي الطريقين أسلم ؟.