الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة
كل تفصيل صغير في واقع الإنسانية يسقينا جرعة من كأس الذل والهوان ؛فما يمر به العالم الإنساني من إنتهاك لكرامة الإنسان وضياع لحقوقه يكشف بصورة جليلة كذب ومدعاة المتبجحين بالحقوق وحفظ الكرامة والمتأمل في أحداث الماضي والحاضر يظهر لنا جليّا ان «كأس الذل والهوان» تجرَّعها ويتجرعها كثيرون على مرّالايام ..
ومايثير الغرابة والدهشة ..أنك تجدهم يروجون لهذا الامر ..والناظر للواقع لايرى سوى اقحاف وتشنيع وأنتهاك لحقوق وكرامة هذا الانسان!!
مؤلــم مايدور حولنا وبيننا من ظلم وقسوة ..ومن الحيف ان نستسلم لتلكم الأعاصير الهدامة والقاتلة للنفس البشرية ..
ونحن نعيش كلمة التغرير _بمسمى (حقوق الانسان وحفظ كرامته )
وبين العقل والحس اللا انساني ضاعت تلك المعايير من الحقوق ؛ على الرغم ان كرامة الانسان كمفهوم تتمظهر مابينهما ؛فلو سرنا باتجاه العقل لوجدنا مفهوم حقوق الانسان ولو سرنا باتجاه الحس لوجدنا مفهوم الضمير والوجدان وهذا يعطي لكرامة وحقوق الانسان مكاناً قلبياً والحقيقة واحدة ؛ واذا ما تحولت هذه المبادىء الى واقع حياة سياسي وأجتماعي تكون الحياة راقية وتستحق أن تُعاش بجدارة وبالتالي ستكون مشاركة ومنتجة وفعالة ..
الكثير والكثير يرفع شعارات الانسانية وحقوقها ولكن ما ان يتسع ناظريك الواقع حتى تشاهد جبال من الارواح قد زهقت أو روعت او هجرت ؛ تجد البلدان قد خربت ونهبت ؛ والاموال صودرت ؛ ودون خجل أو حياء ترى وتسمع الكل ينطق تلك الكلمات ويتلذذ يتلك الشعارات الجوفاء (حقوق الانسان!!)
يتناسى البعض ان لم نقل الاغلبية العظمى ان اعظم ماامتازت به شريعة على وجه الارض هي شريعة الاسلام حيث كرمت الانسان أعظم تكريم وفضلته على سائر الخلق ومن معايير هذا التكريم يحدثنا به المفكر الاسلامي والمحقق التأريخي الصرخي الحسني قائلاً(ان المهم كل المهم صيانة كرامة وشرف ومبادئ الإنسان والحفاظ على دمه وروحه .)وانه كل ماجاء من كتابات تعالج موضوع الانسان لاتكف عن ترديد عبارات الانسان من تكريم واستخلاف حسب ماجاء في قلب القرآن الكريم ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرممن خلقنا تفضيلا) ( ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم) فايات القران التي تكرم الانسان وتمجده وتعلي مرتبته انما تتناول الانسان لذاته لا لمعتقده لكونه مخلوق وتكوين بشري بعيدا عن اللون والجنس والمعتقد وقبل ان يكون كل هذا لان القرأن لم يتحدث عن معنون واحد بل تحدث بصفة الناس ؛ ومرة بني ادم ومرة تحدث عن الانسان وهكذا ..وهنا فواجب الحكومات في الحفاظ على الأمن لا يبرر لها الاعتداء على حقوق الأفراد في الاحترام والكرامة، وليس مقبولاً من الرجال والنساء والأطفال أن يُسلّموا بضرورة التنازل عن حرياتهم أو هجرة بيوتهم أو تحمل أي نوع من المعاناة أو سوء المعاملة في سبيل حقهم في البقاء على قيد الحياة، وندرك جميعا أن واجب القانون الدولي هو التصدى لهذه القضايا، فالعقائد والفلسفات الإنسانية والاجتماعية تستمد قوتها وعظمتها من حقيقة واحدة هي أن الكرامة أساس الإنسانية وهي حق للإنسان يولد معه وهي الاساس في احترام النفس وتقدير مكانة الفرد.
ـــــــــ
هيام الكناني