بقلم د.جلال حسن الجنابي
الحياة الدنيا عبارة عن صراع بين الحق والباطل ، وبين الخير والشر ، وبين عباد الله وعباد الشيطان ، ويدخل دور العقل وتحريك الفكر ليلعب الدور البارز بين الصراعات المختلفة!!! ويأتي هنا أيضا دور أئمة الهدى وأئمة الضلال فتكون ساحة عملهم هي المجتمعات والفرد ليوجهوا من يستميلونه بطرحهم ودليلهم وهذا مضمار سباق لا ينتهي الا بانتهاء الحياة فالنبي وأوصياءه والعلماء الربانيين السائرين على نهجهم يحملون راية الوعظ والإرشاد والنصح وإظهار الحقائق وكشف الباطل ودمغه بالدليل والعلم ومخاطبة العقل ولا يتركون الناس وطريق هدايتهم إلا بمفارقة الحياة ، وكثيرة هي المناسبات التي تكون ملائمة لتحريك العقول نحو خالقها .
ومن هذه المناسبات هي المسير إلى كربلاء كعبة الأحرار في ذكرى شهادة سيد الشهداء وسبط الرسول وخامس أصحاب الكساء ، فمن الواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنهما فريضتان واجبتان على كل مسلم ، فليكن عنوان مسيرنا هو النصح والإرشاد والموعظة وتزكية النفس وتحصين الفكر ، وانتشال الآخرين من الفساد والإفساد والظلم ، ويبقى هذا العمل شعارنا ما بقيت الحياة ، حتى يكون هو المنجي لنا ، وكما قال المرجع المحقق الصرخي :
(وبهذا سنكون - إن شاء الله - في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فينجيها الله تعالى من العذاب والهلاك ، حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف\164
https://f.top4top.net/p_631lt7m61.png إذاً لنكن مشاعل نورٍ تُضيء الطريقَ لمن غواه الشيطانُ وَوَقَعَ في مصائده وأشراكه عن طريق النقاش والحوار العلمي الأخلاقي وبالدليل والبرهان العقلي والنقلي ، ولنكشف كذب وزيف من أدعى الإسلام ، والإسلام بريء من أفعاله وأقواله التكفيرية القاتلة داعش وأصوله وجذوره الفكر التيمي التكفيري ومن يمده ويموله ويستفيد من تسلطه على رقاب الناس.