بقلم :قيس المعاضيدي
الإصلاح هو تقويم وتنظيم وتغير . وقد تعدد استخدام المصطلح ، فمنهم يستخدمه في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي وغيرها من المجالات ، وهو بكل الحالات يفهم منها أن هنالك خلل طرأ عليه جعله يخرج عن طريق الصواب ، ما ترتب على ذلك من نتائج سيئة وضارة !!.
وبما أن الإسلام لكل البشرية فهو المعني بالإصلاح بل هو الأولى بكل إصلاح ومصدر كل إصلاح ومنبعه ، فان صلُح صلُحت الأنفس . فالإسلام كامل ودستوره وضعه الباري عز وجل والخراب الذي يقع فهو خراب النفوس لان الإسلام فيه حل لكل المعضلات مهما تعددت واختلفت وتنوعت ، فإنها لابد أن تكون نابعة من مصلحة الإنسان وهو يرجع إلى الباري عز وجل من حيت الضر والنفع . فماذا نتصور الحال لو تسلط السارق أو الجاهل أو من ليس أهلٌ لاستلام القيادة على السلطة أو تحكّم بمصير عامة الناس؟؟ ومن هنا جاءت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام )ومن هنا انطلقت لتُعبر وتلقي دروسًا لإصلاحِ كافة المجالات .
ولك الحرية والمجال لتأخذ ما تشاء من منهج لإصلاح أي خلل كان .
وبما أن حقوق عامة الناس مسلوبة وحرياتهم مكبوتة وجهودهم أُستغلت أبشع استغلال من أصحاب النفوذ المتحكمين بمصائر الناس بالباطل .وحتى عبادة الناس تغيرت حسب مزاج الحاكم الجاهل الذي كل همه كيف يتسلط ويسلُب ولا تهمُه المصلحة العامة باستخدام الدين كذريعة للسيطرة على نفوس الشعب !! وأي دين يتدين به ذلك السلطان؟!! .إنه وسيلةٌ لمصادرة الحريات وإذا قرأنا الظروف التي احاطت بالمجتمع الإسلامي آنذاك لوجدنا أنه لابد من القيام بثورةٍ لتغيير ذلك الواقع المأساوي . وهو ليس بمختلف عن الظروف التي عاشها الأئمة من آل بيت النبي (عليه وعليهم السلام) لسيادة الظُلم والاستبداد . وإن الناس تنظر لمن بيده الرأي السديد .
وان النبي محمد (صلى عليه واله وسلم) لا ينطق عن الهوى وحسب الروايات عند إخواننا تؤكد أن النبي صلى علية واله وسلم أقام العزاء للإمام الحسين علية السلام قبل أن يولد الإمام عليه السلام .وهذا يؤكد أنها ثورة ورسالة سماوية مسددة من الله سبحانه وتعالى .
ومن هذا المنطلق لابد من شعار له وأهداف تحققها الثورة لأنها مسددة من الباري عز وجل ووسائلها الكلام الحسن والقول الطيب والحكمة والنصح والإرشاد وقد كتب حول الثورة الحسينية لما لها من وقع بقلوب المؤمنين لشدة الظلم الذي وقع على الإمام الحسين وهو خارج الإصلاح واقع تكرست فيه كل أنواع الظلم والفساد ، وأصبحت الحاجة مُلحّه لخروج الإمام وإصلاح الواقع المؤلم ومن الذين كتبوا حول الثورة الحسينية الأستاذ المحقق الصرخي حيث قال:
((وبهذا سنكون - إن شاء الله - في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فينجيها الله تعالى من العذاب والهلاك ، حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) الأعراف/164.)) أنتهى كلام المحقق الأستاذ.
https://f.top4top.net/p_631lt7m61.png الإنسان خلقه الله سبحانه وكرّمه على باقي المخلوقات بالعقل ، وقال له حسب ما ذكره الإمام الباقر علية السلام (عندما خلق الله سبحانه وتعالى العقل قال له أدبر فأدبر وقال له أقبِل فَأقبل فبعزتي وجلالي لأجلك أعاقب ولأجلك أثيب ) واليوم إخوتي ونحن نعيش أيام شهر الدم والشهادة والحزن الذي حزنت له السموات والأرض لابد وأن نكون قد فهمنا الدرس البليغ والحكمة الإلهية من الثورة الحسينية فنجعل إصلاح أنفسنا مدخلاً لإصلاح الآخرين بأفعالنا ولأنفسنا قبل مطالبة الآخرين!! فان صلُحنا صلُح المجتمع .