الأستاذ المحقق الصرخي انتصر الدمُ على السيفِ
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور الواجبة في الدين الإسلامي، بنصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهي من النصيحة التي هي الدين، جاء في كتب اللغة أن المعروف: ما يستحسن من الأفعال، وكلّ ماتعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه.[1] والمنكر: كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرّهه.[2] وقيل عن المعروف: هو اسم لكلِّ فعل يُعْرَف بالعقل أو الشرع حسنه. والمنكر: ما ينكر بهما، [3] أي كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه أو تتوقف في استقباحه واستحسانه، فتحكم بقبحه الشريعة.[4] وجاء في مجمع البيان أنّ المعروف: الطاعة، والمنكر: المعصية. وجاء في تعريف الحسبة عند الإمام الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية: «أنه أمر بالمعروف إذا ظهر تركه ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله».
أذكر قول للإمام الحسين عليه السلام حيث بيّن الإمام الحسين موارد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائلاً :
«بدأ الله بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنّها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلّها هينها وصعبها ؛ وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام، مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها، ووضعها في حقها»
بالإضافة لما بينه الأستاذ المحقق الصرخي
انتصر الدمُ على السيفِ
لنجعل خدمتنا في المواكب ومسيرنا إلى الحسين وحضورنا المجالس وفاءً لتضحية الإمام الحسين لتكون صرخة ضد الباطل بكل أصنافه ، والفساد والإفساد بكل أشكاله ، وامتثالًا لأمر الله تعالى بالاستمرار بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما خرج الحسين (عليه السلام) مضحيًا بنفسه وعياله وصحبه ، آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، فانتصر الدم على السيف ، فأصبح الحسين (عليه السلام) مخلدًا ، كما قال المرجع الصرخي :
لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.
إن هدف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمورد من الموارد، ولا مجال من المجالات، بل هو شامل لجميع ما جاء به الإسلام من مفاهيم وقيم، فهو شامل للتصورات والمبادئ التي تقوم على أساسها العقيدة الإسلامية، وشامل للموازين والقيم الإسلامية التي تحكم العلاقات الإنسانية، وشامل للشرائع والقوانين، وللأوضاع والتقاليد، وبعبارة اُخرى هو دعوة إلى الإسلام عقيدة ومنهجاً وسلوكاً ؛ بتحويل الشعور الباطني بالعقيدة إلى حركة سلوكية واقعية، وتحويل هذه الحركة إلى عادة ثابتة متفاعلة ومتصلة مع الأوامر والإرشادات الإسلامية، ومنكمشة ومنفصلة عن مقتضيات النواهي الإسلامية.
http://store6.up-00.com/2017-09/15063725379781.jpg ....علي البيضاني