وقفات في محطات مسيرة كربلاء
الوقفة الاولى هل نحن حسينيون؟
بقلم احمد السيد
هل نحن حسينيون موعظة وارشادا وتذكيرا بصيغة سؤال لكي تكون ابلغ في القلب لاهمية الامر وصاحبه فعندما يحل علينا شهر محرم الحرام وقوفا عند العاشر منه حيث استشهاد الامام السبط الحسين بن علي سيد شباب اهل الجنة عليه السلام في ارض كربلاء ومنذ ذلك اليوم بدأ المحبين والاتباع اقامة مجالس العزاء والبكاء والحزن على سيد الشهداء عملا بسنة الرسول الخاتم والانبياء السابقين عليهم افضل الصلاة والسلام مرورا بالائمة المعصومين عليهم السلام حيث انهم جميعا ذكروا ما يحصل على السبط الشهيد واقاموا المجالس والمآتم لذلك الحدث الذي امطر السماء دما وابكى حفيده الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف بدل الدموع دماً فكانت تلك المجالس بمثابة البلسم للجروح ومنهلا للعلم والموعظة فقد اقيمت على اسس وضوابط اسلامية اخلاقية مؤطرة بمآثر الحسين فكان مجلس العزاء الحسيني عبارة عن اشعال ثورة فكرية وعقائدية داخل كل محب تطبق على ارض الواقع لكن بعض الجهات المغرر بها او التي المستأكلة باسم الحسين عليه السلام يحاولون ان يشوهوا تلك الشعائر الحسينية من خلال استخدام اساليبهم التدليسية الخبيثة للاساءة الى قضية الحسين فاختلطت بعض الشوائب مع الاصل والجوهر الحقيقي الذي لاجله تقام المجالس وتُحيا الشعائر وبعضها اصبح سنة وشعيرة رئيسية على سبيل المثال اشيع ان بكاء الشخص على الحسين كفيل بان يدخله الجنة فصار مبررا لكل من هب ودب مع كثرة ذنوبه وظلمه للاخرين ان يضمن مفتاح الخلود وهذا مالا يقبله الحسين نفسه فان البكاء مشروط بمعرفة الحسين والسير على نهجة والامتثال لاوامره والابتعاد عن نواهيه فما فائدة البكاء بلا تأثر ومافائدة الانتساب للحسين بلا طاعة , الطاعة التي اثبتها اصحابه السبعون نفرا وفي كل المجالات قد سطروا اروع البطولات والمواقف المشرفة لطاعتهم امامهم وقدوتهم الحسين عليه السلام والذود عنه وعن عياله وعلى هذا قدموا دماءهم وكل ما يملكون امام من وجبت طاعته فلا بد ان نتحلى باخلاق هؤلاء الابطال ونقتدي بهم ونحيي شعائرنا الحسينية التي هي مقدمة لامتثالنا لنهج الحسين وتطبيقه فان الطاعة للحسين عليه السلام ، تكون باتّباع نهجه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واجتناب المحرمات ، وطاعة ولاة الأمر ، وعدم الركون إلى الحاكم الجائر وتسلطه على رقاب المسلمين ، حتى نكون من أحباب الحسين عليه السلام ، كما قال الاستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني ((لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) صحيح ان الحسين للجميع لكننا اولى به من غيرنا ولاجل الحفاظ على هذا التكريم والتقدير علينا ان نكون زينا له لا شينا عليه من خلال تطبيقنا لكل ماتقتضيه المرحلة للحفاظ على الاسلام المعتدل ومحاربة جميع الافكار المنحرفة التكفيرية وغيرها وعندها سنكون حسينيون حسينيون حسينيون ..