نهج الحسين تحصين المجتمعات .. من الأفكار الدخيلة
فلاح الخالدي
.................................................. ..........
إن ما يمر به العراق والدول الإسلامية والعربية من أزمات أخلاقية واجتماعية دخيلة وليست من عادات شعوبها ومعتقداتها , من انحلال أخلاقي بين الشباب والفساد المستشري بين المجتمعات وعلى جميع الأصعدة في دوائر الدولة , والشارع , الأسواق , والتجمعات الأخرى , والتحارش الجنسي بين البعض وفي الشوارع العامة , وركون الشباب إلى الملاهي والتجمعات المشبوهة وترك الصلاة وترك طريق الله والسلوك في طريق الشيطان , والاتجاه نحو الأفكار الإلحادية المعادية للإسلام , وضرب التوحيد عند الفرد المسلم من خلال طرح الأفكار المشبوهة التي تميع الإيمان وتبعد الإنسان عن ربه , كل هذه الأفكار والارهاصات تحتاج وقفة جادة من علماء الأمة ومثقفيها للنهوض بواقع الأمة وتراثها الإسلامي وتذكيرهم بمواقف الرسول ومنهجه تجاه الإسلام وما بذله من تضحيات لنكون على دراية مما يحيط بنا .
ومن هذا التراث الأصيل هو منهج الحسين القويم في تعديل اعوجاج الدين وإرجاع الروح له من خلال استغلال منبره المبارك في بث روح الإسلام الأصيل المتمثل بآل بيت الرسول وأصحابه النجباء وطرح الأفكار النيرة التي تستقطب الشباب وتحبيبهم بدينهم وعدم نهرهم وعزلهم وفتح الصدور لهم وتكليمهم على قدر عقولهم واستقطابهم من خلال الندوات والمهرجانات الثقافية المبثوقة من أفكار أهل البيت وتراثهم القويم , لأن ثورة الحسين هي رفض جميع أشكال الفساد ، فكريًا وأخلاقيًا ومجتمعيًا وغيره ، فيكون المسير هو وضع بذرة الإصلاح والصلاح ، واللطم والزنجيل والقامة هو الوقوف بوجه الظالم وظلمه ، وعدم استبداده ودكتاتوريته ، وحضور المجالس تنوير للعقل وتحصينه من الأفكار الدخيلة على الإسلام ، التي أراد لها أعداء الإسلام أن تتفشى داخل مجتمعاتنا وأسرنا ، فلا نجعل من عملنا غير العمل على نهج الحسين (عليه السلام) ، وكما قال المرجع الصرخي :
وهنا لابدّ من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال : هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه ......... تحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح؟.
وختاماً تأكيدنا على الشباب لأنهم البذرة الصالحة التي يجب أن نغرسها في أرض الإسلام لتكون مثمرة طاهرة محصنة من الضياع والهلاك والتشتت وننقذهم من أعداء الإسلام لأن الشباب زادهم ومؤونتهم التي يراهنوا عليها في تقطيع أوصال الأمة .