منهج الحسين عبادة
احمد ياسين الهلالي
إن تعظيم الشعائر الحسينية واستذكار ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وأحياء تلك الثورة من خلال عقد مجالس العزاء وبمختلف أشكالها من المحاضرات واللطم والبكاء والزنجيل وتعريف الناس والعالم بأهداف تلك الثورة وما جرى فيها من أحداث محزنة وأليمة مرت على سيد الشهداء سلام الله تعالى عليه , ولكي تكون تلك الشعائر امتدادا لما أراده الأمام الحسين,وتحقيقا لأهدافه المباركة وانعكاسها على النفس أولا ثم المجتمع ,فلابد أن تكون نابعة تلك الشعائر من تقوى القلوب كي يكون الأجر عند الله تعالى ابلغ وأعظم وكما جاء في قوله تعالى ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ فالتقوى مطلوبة في جميع الاعمال التي يراد منها وجه الله تعالى , اذا فما هو النفع والفائدة المرجوة من الحركات والحزن والتأثر على مصيبة الامام الحسين مالم تصبح سلوكا ينعكس على واقع الارض وتسير عليه الامة الاسلامية نحوا الاصلاح والتكامل والتقدم ,وتصبح جزءا من حياتنا العملية والفكرية والاخلاقية , فالحسين هو عطاء يمد جميع الموجودات وماتحتاجة الانسانية من اجل البقاء والعيش بامن وامان ورفاهية فلا يقتصر على تلك الشائر الظاهرت لدينا , لذلك لابد لنا من التركيز على الجوانب المعنوية من اجل اخذ الموعظة والعبر اكثر من جوانبها المادية , وللاسف الشديد اخذت هذه الايام بعض الافعال الدخيلة والغير مقبولة والتي تنسب الى تلك الشعائر تنتشر هنا وهناك دون وعي ومعرفة وتفكر ,لذلك لابدّ من جعل الشعائر الحسينية سلوكًا نتقرب به إلى الله ، ونشر النهج الحقيقي الذي من أجله خرج الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه (عليهم السلام) ، في رفض كل أشكال الظلم ، ليعمّ الخير والصلاح والإصلاح ، في أمّة جدّه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، حتى نُحشَر مع الحبيب محمد وآل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ، وكما قال المرجع الصرخي :
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال : هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية : المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه ....... تعظيم لشعائر الله تعالى؟