بقلم د.جلال حسن الجنابي
شدّد الاسلام على النية الصادقة وتطهير النفس من الدرن والذنوب واستخلص من عباده الاتقى والانقى ليتصدى لقيادة الناس ويرشدهم الى الطريق القويم فعصم الانبياء من الزلل والاخطاء وجعل الاوصياء ممن يلونهم في الالتزام والتقوى ومعصومين من الظلم بكل انواعه سواء ظلم النفس بالذنوب او ظلم الاخرين والتقصير في حقهم فقال تعالى وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124
وكان رسول الله خاتم الانبياء والمرسلين وصاحب الخلق العظيم وحبيب اله العالمين الذي وصل قاب قوسين او ادنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى وانزل بحق اهله وذريته الايات البينات فقال تعالى ({إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
وقال تعالى في اية اخرى (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
فكان الانبياء وأوصيائهم مجعولين من الله وليس ممن يختارهم الناس الذين قال تعالى في حقهم (أن اكثرهم للحق كارهون ...واكثرهم فاسقون ... وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ)وغيرها من الايات التي تدل على فساد الاكثر وقلة المؤمنيين الحقيقيين وبما ان الاسلام أسس دولة مدنية على جميع المسلمين الالتزام بقوانينها وتشريعاتها وفيها أحكام وأموال فما كان من اصحاب النفوس المريضة والمنافقة والتي دخلت الاسلام خوفا وطمعا أمثال الطلقاء ابو سفيان وبني مروان ومن تبعهم وشاكلهم المنهج التيمي التكفيري الا أن يتاّمروا على لاسلام في بدايته وبعد انتشاره في بقاع الارض طولا وعرضا طمعا في السلطة وحقدا على اهل الرسالة الحقيقيين المجعولين من الله وكان وصولهم أليها منوط بإظهار الاسلام للاخرين فوضعوا قناع الاسلام على جوهر فسادهم وإنحرافهم ليخدعوا الرعية وحاربوا خط الرسالة المحمدية بالتدليس والكذب ووضع الاحاديث وحرف معنى وجوهر من لم يستطيعوا إزالته أو إخفائه منها وحرفوا التفسير للقران وعطلوا التأويل فبرز المارقة والخوارج بعنوان التوحيد المحبب الى النفوس واتهموا أهل الحق بالانحراف ووجوب التكفير والقتل حيث قال تعالى ( و ما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية " ( سورة الأنفال وقال رسول الله ( " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " . ( أخرجه البخاري وبعد التطور المعلوماتي الحديث واتصال البعيد والقريب برز المحقق الاسلامي الكبير الصرخي الحسني ليكشف قناع التدليس والكذب والافتراء بإسلوب علمي وبرهان عقلي لا يقبل الشك ووضعه امام المنصفين والمفكرين والمثقفين من جميع طوائف المسلمين لتبرز شمس الحقيقة على ظلام المدلسة والفاسدين المنتحلين للاسلام من جميع الطوائف والمذاهب ليبقى خط الاصالة رافعا راية الاستقامة ودالا على معدن التوحيد الحقيقي
ودعوة أخيرة الى المسلمين من جميع الطوائف والمذاهب والنحل الذين يستطيعون التجرد من العاطفة العمياء لمذاهبهم ولو لفترة محدودة لتكون فترة تفكير نقي ورجوع الى الاسلام الحقيقي والتفكر في كل الاحداث التاريخية والاطلاع على محاضرات وبحوث المحقق الاستاذ الصرخي بتدبر وتجرد للوقوف على حقيقة التحقيق وصدقه وأخلاصه ونيته لانقاذ الانسان المسلم والرجوع به الى الاسلام الصافي النقي ليكون نقطة انطلاق جديدة في حياته تضمن له سعادة الدارين وبناء المجتمعات المسلمة البناء الواعي المثمر