بقلم : احمد الملا
أغلبنا إن لم يكن جميعنا قد شاهد أفلام الكارتون في الصغر والأفلام السينمائية التي تظهر فيها الساحرة والمشعوذين – نساء ورجال – وهم يمتطون المكنسة السحرية التي تنقلهم من مكان إلى آخر وهي وسيلتهم الخاصة جداً في التنقل من مكان إلى آخر, وهذه القصص تم تصويرها على شكل أفلام كارتونية وسينمائية بالإضافة إلى أنها موجودة في كتب الحكايات والأساطير والخرافات, فلا يمكن لعاقل أن يصدق بوجود هذه المكنسة ذات القدرة على الطيران فهي تبقى ضمن حيز الخرافة ومن صناعة الخيال البشري.
لكن الغريب بالأمر والعجيب جداً هو أن تجد هناك شخصيات يعتبرها العديد من الناس رمزاً من رموزهم المقدسة التي تمثل الدين أنها تصدق بهذه الخرافة وتؤمن بوجودها !! فهذا ابن تيمية يؤمن ويعتقد بوجود المكنسة الطائرة !! ففي كتاب النبؤات ، الصفحة السادسة يتكلم ابن تيمية عن تلك المكنسة وذلك بقوله ((والناس رجلان رجل موافق لهم ورجل مخالف لهم فالمخالف مناقض وإذا كان كذلك فيقال جنس آيات الأنبياء خارجة عن مقدور البشر بل وعن مقدور جنس الحيوان وأما خوارق مخالفيهم كالسحرة والكهان فإنها من جنس أفعال الحيوان من الإنس وغيره من الحيوان والجن مثل قتل الساحر وتمريضه لغيره فهذا أمر مقدور معروف للناس بالسحر وغير السحر وكذلك ركوب المكنسة أو الخابية وغير ذلك حتى تطير به وطيرانه في الهواء من بلد إلى بلد هذا ))!!...
فبالله عليكم هل يمكن لعاقل أن يصدر منه هذا الكلام ؟ فهذا هو فكر ابن تيمية الذي يعطي الشرعية لكل ما هو خرافي بل والأدهى من ذلك يُكفر كل من يخالفه في الرأي ويبيح دمه وماله, ويبدو أن ابن تيمية قد تأثر بهذه القصص وآمن بها كما آمن بفكرة تجسيم وتجسيد الذات الإلهية فراح يجعل من الحكايات والقصص الخرافية أساطيراً تكتسب الشرعية ويستلزم الإيمان بها, وهو بذلك وكما يقول المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الخامسة عشرة من بحث " وقفات مع .... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال ((هذه مثل حكايات السندباد البحري، وألف ليلة وليلة، فهذا هو توحيد التيمية، يعني مع هذه المهازل وأفلام الكارتون )) وكان هذا التعليق للمحقق الصرخي على ما نقله ابن تيمية في كتابه بيان تلبيس الجهمية الجزء 7 مستدلاً بما قاله الدارمي وهو من أئمة التوحيد التيمي في رده على المريسي ووصفه بالمعارض كونه استعمل المجاز والتأويل والتقدير في الروايات ليدفع بذلك التجسيم بهذا المجال .
وقال الدارمي في كتاب النقض على المَريسي: {{وَذَكَرَ الْمُعَارِضُ أَيْضًا ..عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ: {يَقُولُ دَاوُدُ عليه السلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَدْنِنِي، فَيُقَالُ لَهُ: ادْنُهْ، فَيَدْنُوَ حَتَّى يَمَسَّ رُكْبَتَهُ}
وعلق المرجع المحقق الصرخي :
(( الآن هل هو يرتدي السروال القصير أو الشورت، هل هو من الرياضيين أو الطباخين؟ وهل هو من الكتّاب؟ هل هو من العرب أو من العجم؟ هل هو شرقي أو غربي؟ فهذا الأمر ليس له مدخليّة في النقاش الآن، لكن مسّ هذا لهذا ومسّ هذا بهذا فهل كان بينهما حجاب أو لباس، التفت: ركبة هنا وركبة هنا، والآن لا يوجد محذور في هذه الرواية، لكن عندما تعلموا أنّ هذه ركبة داود والركبة الأخرى هي ركبة الرب!! فمسّت هذه الركبة هذه الركبة!!! أين أهل التقديس والتنزيه؟ ألم أقل لكم هذه مثل حكايات السندباد البحري، وألف ليلة وليلة، فهذا هو توحيد التيمية، يعني مع هذه المهازل وأفلام الكارتون، والآن تذكرت عندما كنا صغارًا كنا نشاهد أفلام كارتون اسمها " بربا بابا " عبارة عن هيأة تغيّر شكلها بما تريد وتشتهي، وهذه تقريبًا أقرب صورة لإله التيمية، فبدل الشاب الأمرد يكون بربا بابا لأنه يتشكّل ويتكوّن بجميع الصور))...
فهذا هو دين ابن تيمية، دين خرافي أسطوري كارتوني والعجيب تجد هناك من يؤمن بهذا الفكر ويعتقد به ولكن مثل هؤلاء هم كما وصفهم الذهبي في رسالته لابن تيمية خفيفي العقل بلداء الذهن عديمي الفهم وإلا كيف يؤمنون بأن لله يد ورجل وساق ووجه وهو على صورة شاب أمرد جعد قطط ؟.