الهدف والغاية من ثورة الإمام الحسين
بقلم :سليم الحمداني
.................
بعد أن التحق الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالرفيق الأعلى توالت على الأمة المصائب تترى متلاحقة وقد تحرك أهل النفاق وسعوا جاهدين لغرس بذور التفرقة والشتات وتحريك أذنابهم وقد شنوا حربهم الشعواء بمختلف الوسائل ضد الأمة وكانت الحصة الأكبر من هذه الحرب ضد آل الرسول لكونهم يمثلون القطب ومحور القضية وإليهم ترجع الأمور وهم الفيصل , فسعى أهل النفاق منتهزين الفرص حتى يصلوا إلى مبتغاهم وبمرور الزمن والسنين وصلوا وتحكموا وأصبح زمام الأمور بأيديهم وكيف كانت معاناة أمير المؤمنين (عليه السلام )منهم إلى أن وصل بهم الأمر أن يتطاولوا عليه وهو ساجد في المحراب ليخضبوا شيبته المقدسة الشريفة وبعدها كيف شعلوا الفتن في صفوف عسكر الإمام الحسن الخليفة الشرعي بعد أمير المؤمنين (عليهما السلام) وكيف استغلوا ضعاف النفوس من قادة الجيش ليكسبوهم قبال الدنانير والدراهم الذهبية حتى وصل بأن يخططوا إلى محاولة اغتيال له إلى أن وصل بهم الأمر أن يدسوا له السم ويذهب شهيداً ملتحقاً بركب جده وأبيه سلام الله عليهم جميعاً فهنا كان الدور الأساس لإمامنا صاحب الذكرى ونحن نعيش أيام الحزن والألم والمواساة لما حل بسبط الرسول الثائر وعياله وصحبه وآل بيته الميامين وكيف تطاولت أيادي الكفر الآثمة عليهم بتلك الفاجعة المؤلمة التي يندى لها جبين الإنسانية والتي سطر فيها الإمام الحسين (عليه السلام) أرواع وأجل أنواع التضحية والصمود فكانت تلك الثورة الخالدة منهجاً متكاملاً لرفض الظلم والفساد والإفساد ثورة إصلاح وتغيير للأنفس قبل الحكام المفسدين فأراد الإمام الحسين (عليه السلام ) أن يحيي الأنفس التي تعيش الانهزام والخوف وعدم الشعور بالمسؤولية فضحى بدمه الطاهر كي يستنهض الناس ضد الظالم ضد الفاسق والمجرم الذي تسلط عليهم فكان هذا الهدف والغاية من تلك الثورة المباركة المقدسة ولهذا أشار سماحة المحقق الأستاذ بقوله :
(نهج الحسين رفض الظلم:
ثورة الحسين هي رفض جميع أشكال الفساد ، فكريًا وأخلاقيًا ومجتمعيًا وغيره ، فيكون المسير هو وضع بذرة الإصلاح والصلاح ، واللطم والزنجيل والقامة هو الوقوف بوجه الظالم وظلمه ، وعدم استبداده ودكتاتوريته ، وحضور المجالس تنوير للعقل وتحصينه من الأفكار الدخيلة على الإسلام ، التي أراد لها أعداء الإسلام أن تتفشى داخل مجتمعاتنا وأسرنا ، فلا نجعل من عملنا غير العمل على نهج الحسين (عليه السلام) ، وكما قال المرجع الصرخي :
وهنا لابدّ من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال : هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه ......... تحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح؟. )
إذا وبعد هذه المقدمة البسيطة أن يعرف المعزي ومن يحيي الشعائر الحسينية يكون لديه هدف وغاية كهدف وغاية صاحب الشعائر بأن نحيي الأنفس ونرفض الفساد والإفساد وأن نغير الواقع المرير الذي تمر به الأمة وأن تكون شعائرنا للعبادة بأن تحصن الفكر والنفس من كل الشذوذ والانحراف الذي يجتاح الساحة والمجتمع ويجب أن يكون احياء تلك الشعائر لا لأجل العادة والرياء والبذخ والاسراف فقط وفقط
http://www2.0zz0.com/2017/10/04/05/835682990.jpg +++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++