بقلم نوار الربيعي
من المتعارف عليه أن عنوان المارقة هو عنوان ينطبق عن كل فئة أو جهة أو مذهب يخرج عن الحق والصواب تحت أي مسمى ديني أو سياسي, فالخوارج مثلاً مرقوا عن الإسلام بخروجهم عن قواعده وأسسه الثابتة والسنة النبوية الشريفة على الرغم من أنهم كانوا يظهرون التدين بشكل كبير جداً, هذا كمثال ديني أما على المستوى السياسي فمثلاً الجهات السياسية التي تدعي التدين وخدمة الناس ولكنها في واقع الحال تؤسس للفساد وتشرعن له وبشكل يخدم مصالحها الشخصية الضيقة دون الإهتمام لمصالح شعبهم والتعامل معه بصورة فئوية ضيقة جداً.
فمثل هؤلاء المارقة هم وعلى مر التاريخ قتلة الحسين " عليه السلام " لأنه سلام الله عليه يمثل الخط الإصلاحي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الداعي إلى الإلتزام بسنة جده رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " فمن يؤسس للفساد والإفساد وتغيير سنن الله سبحانه وتعالى وتعاليم الدين والأحكام ويظلم بالناس لا يختلف كثيراً عمن قتل الحسين " عليه السلام " في واقعة كربلاء الأليمة, فهؤلاء مارقة وأولئك مارقة.
لعل هناك معترض يقول أن ما حصل مع الحسين " عليه السلام " كان خلافاً والقتلة مغفور لهم أو ليسوا بمارقة بل هم من خلفاء الإسلام من بني أمية, نقول لذلك المعترض, هل خليفة الإسلام يقتل سبط نبي الإسلام دون أي وجه حق لأنه أراد أن يصلح حال أمة جده ؟ هل خليفة الإسلام يستبيح مدينة نبي الإسلام ثلاثة أيام بلياليهن ويقتل آلاف الصحابة والتابعين ويفتض الفروج المحرمة ؟ هل خليفة الإسلام يحرق مكة المكرمة ويضربها بالمنجنيق ؟ هل خليفة الإسلام يحتسي الخمر ويلاعب الحيوانات ويتلذذ بالنساء ؟ هل خليفة الإسلام يُلحد بالإسلام وينفي نزول الوحي وهو بذلك ينفي الرسالة والنبوة وذلك عندما ردد تلك الأبيات ( لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل) ؟ أليس هذا مروق وخروج عن الإسلام وكل السنن النبوية الشريفة ومخالفة صريحة لها ؟...
والأدهى والأمر ما زال مستمراً هذا العداء للحسين " عليه السلام " ولجده الأمين " صلى الله عليه وآله وسلم " وعلى آل البيت أجمعين من قبل مارقة العصر التيمية التكفيريون, فهم يسيرون بسيرة خليفتهم وإمامهم يزيد ومن برر ويبرر له مروقه عن الدين حيث يتجلى ذلك العداء بصورة واضحة من خلال محاربتهم لمجالس العزاء على الحسين " عليه السلام " وهم في الوقت ذاته يقيمون مجالس العزاء وينعون أئمتهم وسلاطينهم وخلفائهم, وهذا ما كشف حقيقته المرجع المحقق الأستاذ الصرخي خصوصاً في المحاضرة الأربعين من بحث " وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " حيث أكد أن التاريخ أشار وبوضوح إلى أن أئمة التيمية الدواعش نهبوا خيام آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كربلاء بحسب ما ذكرت أمهات الكتب التاريخية التيمية كما نهبوا بيوتات الصحابة في المدينة !! كما ودعا المحقق الصرخي إلى عدم الاستغراب من وجود مجالس حسينية لدى أتباع المنهج التيمي بحسب ما يخدم مصالحهم الشيطانية المكفرة الأرهابية القاتلة !! حيث قال (( نجِدُ كُتُبَهم وخُطَبَهم ومجالسَ حديثِهم الخاصة والعامة ممتلئة ومكتظّة بِذِكْرِ الأموات وإحياء سيرتِهم وتمجيدِ وتزويقِ صورةِ مَن يشاؤون منهم ومدحِهم والترحّمِ عليهِم، فيما نَجِدهم يأفكون غيرَهم ويفترون عليهِم ويسبّونهم ويطعنون بهم ويلعنونَهم، ولا تستغرب لو وجدتهم يُنْهُونَ مجالسَهم بذكر مصيبة الحسين (عليه السلام) حسب ما يخدم مجالسَهم الشيطانيّة المكفِّرة الإرهابيّة القاتلة!!! ))...
حيث قال المحقق الصرخي في الأمر السادس: رَوْزَخونيّاتُ التيمية ومجالسُهم الحسينيّة!!!
لا تستغرب مِن العنوان، فإنّه واقع حال، وكما هو معتاد وقد مرّ علينا كثيرًا، وصار أمرًا يقينيًّا أنَّ التيمية يكفِّرون الناس ويقتلونهم بناءً على تُهْمةٍ وافْتِراءٍ، فيما نَجِد التيمية وأئمتَهم أنفسَهم يفعلونَها وبأبشعِ صورِها، كما في رفع شعار التوحيد، وإذا بهم يُجسِّدون الإشراك بأفحش وأبشع وأخسّ صوره، وبما يفوق التصور!!! حتى جعلوا مِن الله مليارات الأرباب المتجسِّدة في صورٍ والمتجسِّدة في أجسام مختلفة، ونجِدُ كُتُبَهم وخُطَبَهم ومجالسَ حديثِهم الخاصة والعامة ممتلئة ومكتظّة بِذِكْرِ الأموات وإحياء سيرتِهم وتمجيدِ وتزويقِ صورةِ مَن يشاؤون منهم ومدحِهم والترحّمِ عليهِم، فيما نَجِدهم يأفكون غيرَهم ويفترون عليهِم ويسبّونهم ويطعنون بهم ويلعنونَهم، ولا تستغرب لو وجدتهم يُنْهُونَ مجالسَهم بذكر مصيبة الحسين (عليه السلام) حسب ما يخدم مجالسَهم الشيطانيّة المكفِّرة الإرهابيّة القاتلة!!! ونكتفي بذكر نموذجٍ واحدٍ مِن مجالسهم وروزخونيّاتهم عن إمامهم ابن كثير: البداية والنهاية13(233ـ 250) قال ((ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): [فِيهَا أَخَذَتِ التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ، وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي العبَّاس مِنْهَا] :
7ـ وَوَصَلَ بَغْدَادَ بِجُنُودِهِ الْكَثِيرَةِ الْكَافِرَةِ الْفَاجِرَةِ الظَّالِمَةِ الْغَاشِمَةِ.
8ـ فَأَحَاطُوا بِبَغْدَادَ مِن ناحيتها الغربيّة والشرقيّة، وجيوش بَغْدَادَ فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ وَنِهَايَةِ الذِّلَّةِ، لَا يبلغون عشرة آلاف فارس!!! [[وآل رسول الله والحسين وأصحابه (عليهم السلام) إن تجاوزوا المئة شخص، فبقليل!!!]]..
9ـ وهم (العشرة آلاف) وَبَقِيَّةُ الْجَيْشِ، كُلُّهُمْ قَدْ صُرِفُوا عَنْ إِقْطَاعَاتِهِمْ حَتَّى اسْتَعْطَى كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي الْأَسْوَاقِ وَأَبْوَابِ المساجد!!!..
10ـ وَذَلِكَ كُلُّهُ عَنْ آرَاءِ الْوَزِيرِ ابْنِ الْعَلْقَمِيِّ الرَّافِضِيِّ .
وعلق سماحة المحقق الصرخي قائلاً: وكلّ ما وقع في كربلاء عن آراء وأوامر يزيد الناصبي الماجن!!!...
11ـ وَذَلِكَ أنَّه لَمَّا كَانَ فِي السَّنة الْمَاضِيَةِ (655هـ) كَانَ بَيْنَ أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نُهِبت فيها الكرخ ومحلة الرَّافِضَةِ حَتَّى نُهِبَتْ دَوْرُ قَرَابَاتِ الْوَزِيرِ،
وعلق المرجع الصرخي قائلا ً :كما نُهِبتْ خيم آل رسول الله في كربلاء، وكما سُلبتْ ونُهبتْ بيوتات الصحابة (رضي الله عنهم) في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).