بقلم : احمد المـــلا يتم في الآونة الأخيرة تداول مقطع فيديو مجتزء من محاضرة علمية للمرجع المحقق الصرخي ألقاها في سنة 2014م بعد سقوط مدينة الموصل بأيام كان يتحدث في هذا المقطع عن نسبة عدد الدواعش الموجودين في العراق وبالتحديد عن نسبتهم في المحافظات التي كانت منتفضة ضد سياسة الحكومة العراقية في حينها, فقد بين إن نسبة عدد الدواعش قليلة جداً في تلك المحافظات بالقياس مع أعداد الناس التي كانت منتفضة وقد حملت السلاح ضد السياسة القمعية التي إنتهجتها الحكومة خصوصاً بعد تعاملها مع مخيمات الإعتصام في الحويجة والأنبار والمحافظات الغربية بصورة عامة, فهو لم ينفِ وجودهم بل بين نسبتهم عددهم إلى نسبة الأهالي الذين خرجوا رافضين سياسة الحكومة في وقتها وأكد في كلامه وقال (( الآن، الآن نسبتهم قليلة جداً )) ولكن لم ينفي وجودهم أصلاً. وما يؤكد ذلك هو تساؤل المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة ذاتها عن سبب سكوت الحكومة الحكومية والأميركان وكل الجهات ذات الشأن سواء كانت سياسية أو دينية عن وجود الدواعش في الصحراء حيث كانت توجد المعسكرات الواضحة والمكشوف لأبسط طائرة إستطلاع ومع ذلك لم يتخذ معها أي إجراء وتم تركهم يستغلوا فورة الناس وخروجها حتى يدخلون بين الناس ويختلطون بهم وبعد ذلك تمت إبادة الناس والعوائل تحت عنوان محاربة داعش دون تمييز وهذا هو محل الخلاف والإعتراض, فالمرجع الصرخي لم ينفِ وجود الدواعش بل قال بنسبتهم القليلة واعترض على إستخدام القوة المفرطة مع الناس بعدما سمحت الجهات المعنية للدواعش بالدخول والإختلاط معهم وهي – أي الجهات المعنية - كانت قادرة قبل ذلك على صيد الدواعش في الصحراء وفي معسكراتهم. كما إن هناك أكثر من تصريح رسمي صدر من الحكومة العراقي وغير العراقية يؤكد بأن عدد الدواعش الذين احتلوا الموصل وباقي المناطق لا يتعدى 400 أربعمائة عنصر, وهو كلام يؤكد ما قاله المرجع المحقق الصرخي من ناحية النسبة العديدة فهو كما بينا لم ينفِ وجودهم بل قال بعددهم ونسبتهم الضئيلة جداً مقارنة مع أعداد الناس المنتفضة التي خرجت لتطالب بحقوق رأت بأنها مسلوبة منها وفي وقتها أبدى المرجع الصرخي إستعداده لكي يكون وسيطاً بين أطراف النزاع لحل الأزمة محذراً من وقوع فتنة كبيرة يذهب فيها خلق كثير من الشمال والجنوب والوسط ودعا إلى إستخدام لغة الحوار بدل العنف من أجل التمييز بين الناس أصحاب المطالب الحقيقية وبين من يريدون إشعال الفتنة , لكن لم يجد من يسمع لمبادرته : وهذا الفيديو كشاهد على ماقلناه :
فكان الوضع العام في العراق وكما يعلم الجميع لا يسمح بتأجيجه من خلال حمل السلاح وتجييش الجيوش, فكان الوضع يحتاج إلى لملة الوضع وحلحلة الأزمة بكل ما هو ممكن من اجل تقليل سفك الدماء العراقية وتفويت الفرصة أمام المتصيدين بالماء العكر الباحثين عن الفتنة لأنهم يجدون أنفسهم فيها ويستفيدون منها حيث تكون باباً من أبواب السرقة والفساد - كما إتضح هذا الأمر الآن للجميع - تحت مسميات عديدة فالأموال العراقية تسرق تحت عنوان التبرعات وتحت عنوان النازحين وتحت عنوان شراء الأسلحة وتجهيز الجيش وتحت عنوان الأزمة الإقتصادية وغيرها من الأمور التي يعرفها كل العراقيين. ومن ثم كيف لمن ينفي وجود الدواعش أن يتصدى لمحاربتهم فكرياً من خلال طرح محاضرات عقائدية تستهدف الفكر والعقيدة الداعشية ؟ وكانت أول تلك المحاضرات بتاريخ 12 / 6 / 2014م أي قبل سقوط الموصل بيومين تقريباً في حين كان الجميع منشغلاً في الترويج والترتيب للإنتخابات البرلمانية ومنشغلين عن التهديد المحدق بهم !!, لكن ما يتم تداوله من فيديو مقتطع ما هو إلا خطوة لمحاولة طمس الثورة العلمية للمرجع المحقق الصرخي التي ذبح من خلالها الفكر الداعشي بسكين العلم الناعمة وتقوم بها جهات تريد أن يبقى الفكر الداعشي موجوداً من خلال تشويه صورة المحقق الوحيد الذي تصدى لهذا الفكر, ولكي تبقى الجهات التي تدعوا إلى الدم وسفك الدماء والفساد هي صاحبة الفضل في نظر الناس المخدوعين والمغرر بهم من خلال الإعلام الزائف, وإلا أين كانوا عن هذا الفيديو المجتزء من محاضرة كاملة طيلة كل تلك الفترة أي من سنة 2014 وإلى الآن ؟ لماذا لم يروجوا له من قبل ؟ لماذا الترويج له الآن ؟ هذا لأنهم أيقنوا بأن مرجع المحقق الصرخي قد أنهى الفكر الداعشي وهذا ما لا يرضى به عرابي الموت دعاة الإرهاب والقتل والفساد.