يكفرون الناس على انهم يعبدون القبور .. وهم قبورية بإمتياز .
فلاح الخالدي
..................................................
في كيثر من ندوات وخطابات ومنابر اتباع المنهج التيمي يتهمون بعض فرق المسلمين ويكفرونهم على انهم قبورية ويعبدون القبور وإلى مشابه من لغط جعجع على مسامع الناس وتباهوا على انهم الموحيدين والصلحاء وانهم يرون ربهم على انه شاب امرد يأتيهم كل حسب ايمانه ... وهدموا قبور البقيع التي تحتوي على قبور اهل البيت واصحاب الرسول وزوجاته , وهرجوا ومرجوا على انه اشراك .
ولو بحثت في خبايا كتبهم ومؤلفاتهم لوجدت التناقض , ففي احدى كتب ابن تيمية والموسوم (أقتضاء الصراط المستقيم) تبين ان شيخ الاسلام المجدد العالم المجتهد انه قبوري بأمتياز؟؟!! .
قال في كتابه ,(.اقتضاء الصراط المستقيم جج٢ص٢٥٤- ٢٥٥ حسب الطبعة السابعة لدار عالم الكتب - بيروت – لبنان)..
((قال:"ولا يدخل في هذا الباب: ما يروى من أن قوما سمعوا رد السلام من قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو قبور غيره من الصالحين. وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك. فهذا كله حق ليس مما نحن فيه، والأمر أجل من ذلك وأعظم.
وكذلك أيضا ما يروى: " أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه الجدب عام الرمادة (3;) فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر، فيأمره أن يخرج يستسقي بالناس " فإن هذا ليس من هذا الباب. ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم، وأعرف من هذا وقائع.
وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لغيره من أمته حاجة فتقضى له، فإن هذا قد وقع كثيرا، وليس هو مما نحن فيه.
وقال ايضاً: فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر، أما أن يدل على حسن حال السائل، فلا فرق بين هذا وهذا. فإن الخلق لم ينهوا عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد استهانة بأهلها، بل لما يخاف عليهم من الفتنة، وإنما تكون الفتنة إذا انعقد سببها، فلولا أنه قد يحصل عند القبور ما يخاف الافتتان به لما نهي الناس عن ذلك.
وكذلك ما يذكر من الكرامات، وخوارق العادات، التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها، واندفاع النار عنها وعمن جاورها، وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتى، واستحباب الاندفان عند بعضهم، وحصول الأنس والسكينة عندها، ونزول العذاب بمن استهانها - فجنس هذا حق، ليس مما نحن فيه.))
وختاما نقول : اذا لماذا تكفرون الناس عندما تزور تلك البقع وتتبرك بها وتتوسل الى الله بها لقبول الطاعات وقضاء الحوائج لما لها من كرامة وشأن عند لله بسبب عبادتهم لله العبادة الصادقة النابعة من روح الاعتقاد بالتوحيد الصحيح , وهنا تبين ان ابن تيمية ومن سار على نهجه يكابرون وينتهجون النهج المغاير لغيرهم حتى يثبتوا انهم هم الحق والحقيقة مع التناقض الموجود في كتبهم , وهذا يدل على ان نفوسهم مريضة بالية مليئة بالحقد والانانية ما جعلت الحقد يعمي ابصارهم وقلوبهم .