بقلم د.جلال حسن الجنابي
عندما خلق الله الإنسان تكفل بهدايته بطرق ووسائل متعددة قال تعالى ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (ويبقى الاختيار للإنسان بين الهداية والضلال فأرسل الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين وهادين وواعظين وأنزل إليهم الكتب السماوية التي فيها الهداية إلى طريق الحق قال تعالى ("واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به ") وقال تعالى (: (رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ومن الطبيعي ومن العقل أن لايترك الله خلقه بدون واعظ وهادي بعد خاتم الأنبياء فكان أهل بيت النبي صلوات الله عليهم ومن سار على هديهم يتخذون من الوعظ والإرشاد باب من أبواب هداية المجتمظع باسلوب علمي أخلاقي وبأدلة يتقبلها كل عاقل يحترم عقله والذي يطلع على سيرة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام يجد تطبيقاً واقعياً لرسالة جده رسول الله فبدأ الوعظ والإرشاد مع بداية حياته ومع تصدي الباطل تصاعد معه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان وعظه للمسلمين عامة ولمن إنحرف عن طريق الحق كان حاكماً أو محكوماً على حد سواء فبعث إلى معاوية يذكره طريق الحق وانحرافه عنه وما انتهكه من حرمة قتل صحابة رسول الله ويذكره فناء الدنيا وبقاء الآخرة وترك في وصيته قبل خروجه سلام الله عليه ( وأني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأبي علي بن ابي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين) .إذاً حب الناس ومساعدتهم ومدُّ يدِ العون إليهم والتواضع من ثوابت الإسلام ، فالناس أعداء ماجهلوا ، وهداية الناس خير الأعمال عند الله ، فلابدّ من تقديم النصح والموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى مع الظالم ، وكما قال المرجع الصرخي :
هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة إلى الله تعالى أو لعلهم يتقون؟.
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
http://www11.0zz0.com/2017/10/04/00/408465523.png فسيراً على نهج الحسين عليه السلام ونهج الصالحين والعلماء الربانيين المتخذين من الوعظ والإرشاد وسيلة لهداية الناس علينا فضح الفكر التكفيري المنحرف الذي لا يقبل بلغة الحوار وتقبل الآخرين كوسيلة للهداية وإنما يعتبر القتل وإقصاء الآخر هو المنهج الصحيح سيراً على خطا المنهج التيمي التكفيري المعادي للإسلام ورسالته السمحاء.