بقلم د.محمد الزاملي
الحزن والفرح من المشاعر التي تختلج الإنسان بحسب المواقف التي تمر عليه في حياته ويكون التعبير عن الحزن والفرح بذرف الدمع أحيانا ويؤكد علماء النفس فائدة الدموع في تعديل المزاج وتقليل الضغط فالدمع يغسل العيون ويقتل البكتريا ويحسن المزاج ويقلل الضغط النفسي على الانسان ولأن هناك الحسين بن علي عليهما السلام وهو رمز إسلامي وإنساني وإصلاحي و رسالي يستذكره المسلمون بالحزن والبكاء لما وقع عليه من ظلم وجحود لانتسابه لرسول الله وتنكر لما ارسلوه اليه من رسائل تدعوه لنصرة دين جده رسول الله ولما حصل من فاجعة في طريقة قتله وأهل بيته وصبرهم على حر السيف نصرة لدين الله ولإنقاذ المسلمين من الضلالة ومن خلال ذكره صلوات الله عليه وذكر مواقفه وصلابته ومبادئه والتزامه وشدة تعلقه بخالقه وبعظم المصيبة في قتله وشرح طريقة قتله واهل بيته والمواعظ والمواقف التي صدرت .ولان الحزن والبكاء وما يتخلله من نشر لنهج الحسين ومبادئه فيه إظهار لزيف ووحشية أعدائه عمل المارقة على تحريم البكاء وأبتدعوا في ذلك الاحاديث لخنق صوت وواعية الحسين الكاشفة لنفاقهم ودجلهم ودينهم المنحرف ومع كل ما عملوه من حصار وتكفير ظهرت الاحاديث التي تجوز البكاء والحزن على الأموات وخصوصا الأولياء حتى في كتبهم ومصادرهم فقد ورد في البخاري وغيره وعن ابي هريرة أنه قال ) قَالَ زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ)رواه مسلم 976.. وقد أكد هذا المعنى أحد المحققين المعاصرين بقوله (( حزن وبكاء الأنبياء (عليهم السلام ) على الأحياء والأموات
إن الحزن والبكاء على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون (صلوات الله عليهم أجمعين ) وقد ثبت في الخارج الثمار الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية المترتبة على البكاء، وتشير الروايات إلى استحباب الحزن والبكاء والتباكي، وإن فيه أجر شـهيد
بل مائة شهيد كما في بكاء يعقوب على يوسـف (عليهمـا
السلام) ، ولا يخفى أن المراد في المقام ليس الجـزع علـى
المصائب؛ بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى.))
فكل مسلم عليه أن يفهم ويعي مصيبة الحسين عليه السلام وما خرج من أجله من إحياء لدين جده رسول الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتثبيت للدين الحق الاصيل وكيف تعامل معه أعداء الاسلام المتسترين بإسم الاسلام وهم يعبدون المناصب والمصالح الشخصية وصدورهم خالية من الايمان