بقلم : احمد المــلا
من الأمور الغريبة والعجيبة التي ابتدعها أئمة وشيوخ التيمية إنهم ينفون أن تكون البسملة آية من آيات سورة الفاتحة ولا من باقي السور المباركة !! ويقدمون على ذلك أدلة واهية جداً ومن أبرز هؤلاء أبن عثيمين وابن باز وهم من تلامذة ابن تيمية ويعتبرون الإمتداد الطبيعي له وكذلك رأيهم مستند إلى آراء ابن تيمية في هذا الخصوص, وهنا سنطرح رأي ابن عثيمين حيث يقول في كتابه للتفسير جزء عم في الصفحة 11 :
(( أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن { الحمد لله رب العالمين }: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } للعبد.. فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى..ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل..فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة . كما أن البسملة ليست من بقية السور.. ))...
ونفس الرأي لابن باز وهذا رابط الصفحة الخاصة بموقع ابن باز وهو يعطي رأيه بالبسملة حيث يقول ((الصواب أن البسملة ليست آيةً من الفاتحة، ولا من غيرها من السور )) !!!...
وهنا نعلق عليهم بالقول :
1-هل تقسيم الآيات القرآنية يكون حسب طول الآية ؟ إن كان ذلك فما هو قولكم بالآية 282 من سورة البقرة ولماذا اعتبرت آية وليست سورة على سبيل المثال كونها تمثل أطول آية في القرآن الكريم ؟
2-كيف تحرفون الآية وتفسرونها على هواكم بحيث تجعلون الآية السابعة من سورة الفاتحة آيتين ؟ حيث جعلا الآية { صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } آيتين حسب تفسيرهما ؟؟!! وهذا تحريف واضح للقرآن الكريم.
3-هل لم تطلعا على القرآن الكريم خصوصا على سورة الفاتحة حيث الرسم القرآني والترتيب موضح وهو بالشكل التالي :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7). وهذا ما لا يختلف عليه إثنان فكيف نفيتما البسملة ؟
4-كيف تنفيان أن تكون البسملة جزءً أو أية من آيات القرآن الكريم وقد تم ذكرها في سورة النمل {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30 .. فكيف تكون البسملة ليست آيةً من الفاتحة، ولا من غيرها من السور ؟؟!! أليس هذا ابتداع وتحريف للقرآن الكريم ؟؟ فليطلع أتباع ابن تيمية على فكر أئمتهم وشيوخهم الخرافي الأسطوري ..
طبعا ابن عثيمين وابن باز يرجعون في آرائهم لإمامهم ونبيهم في التحريف ابن تيمية الذي تكلم عن البسملة فراح يستعرض آراء السلف حول تلك القضية حيث يختم كلامه حول تلك المسألة بقوله (( وحجة الجمهور في ما ثبت في الصحيح إن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وأبا بكر وعمر كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وفي لفظ لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا آخرها)) وذلك في كتاب " مجموع الفتاوى " المجلد الثاني عشر وفي الصفحة 443 ...
هذه هي حقيقة التيمية يحرفون القرآن ويضيفون ويحذفون وفق ما تشتهي أنفسهم ويؤسسون لدين التوحيد الخرافي الأسطوري لربهم الشاب الجعد القطط أبو وفرة !! فهذا هو تدليس التيمية وخرافاتهم كما يصفها المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الثانية والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال :
((إنَّ خرافات التيمية وإفلاسهم تخالف الواقع والبديهيات والضرورات كما يخالفون كروية الأرض فيقولون إنَّها مسطحة، وكما يخالفون دوران الأرض حول الشمس فيقولون بدوران الشمس حول الأرض!! فإنَّهم قد دلّسوا أشنع تدليس ))..
فهم يخالفون الواقع بكل شيء ومنها مخالفة الواقع القرآني الذي يثبت وبدون أي شك بأن آية البسلمة هي جزء من سورة الفاتحة ومن سورة النمل ومع ذلك يخالفون ذلك الواقع وينفون أن تكون جزءً أو آية من تلك السورتين.