زنادقة آخر الزمان استغلوا معاني الكلمة الطيبة للفتك بالناس!!!
أمرر لايختلف عليه أثنان أن أكبر نشاط يقوم به الأنسان هو الكلام والنطق وهذا ماأشار اليه القران ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾
فكل الأنبياء والأولياء الذين أرسلهم الله للبشرية لم يأتوا بمخترعات وأكتشافات وأجهزة معقدة ؛ بل جاءوا بالكلمة والموعظة الحسنة ؛ كلمة تفعل الخير وترشد البشرية الى الصواب ورب البشر
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً﴾ هذه الكلمة الطيبة الصالحة التي لها رصيد في الواقع ؛ كلمة تعبر عن واقع له رصيد ؛ وكلمة مخلصة تبتغي وجه الله وخلاص الناس هذه هي التي تُحيي الأمم وتُصلح النفوس ؛ وعكس ذلك فان أي كلام قبيح يخرب الأوطان والأنفس ..
وأن كان مفهوم الآيات العميق يختلف عن سياقها الخارجي الا اننا بحاجة لأن نأخذ منها ماينفع الناس ويمكث في الأرض ولكن للأسف استغل زنادقة اخر الزمان تلك المعاني السامية للكلمة الطيبة بالقتل والفتك بالناس فبدل ان يغدقوا بالثمار الطيبة للأخرين اخذوا يستجدون الثمار لانفسهم ويسلبون الغير أرواحهم وأنفسهم باسم الأسلام والقرآن !! هذا ما أكد وصرح به رجل الدين الصرخي الحسني في محاضرته 7 من بحثه "الدولة المارقة ...في عصر_الظهور ...منذ عهد_الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)" واصفاً حال زنادقة الكلمة وسارقيها قائلا هكذا هم (زنادقة آخر الزمان استغلوا معاني الكلمة الطيبة للفتك بالناس!!!
الكَلِمَةُ الطَيِّبَةُ: قال (سبحانه وتعالى) {{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿24﴾ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿25﴾ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴿26﴾ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴿27﴾}}. إبراهيم... ظاهر المعنى أنّ الشجرة تعطي ثمارها للآخرين وليس لنفسها، فهي خير وبركة وعطاء لمن يقصدها ويطلب منها ويأخذ منها... ومن الواضح أنّ المعاني المحتملة للكلمة الطيبة موجودة، لكن لا يمكن تصور إتيانها للاُكل بالكيفية التي ذكرناها، بل واقع الحال يُثبت خلاف ذلك من حيثُ استغلالُها في التسلّط، والظلم، والقبح، والفساد، والقتل، وسفك الدماء، كما فعلها أهل النفاق والزندقة، فادّعوا الإسلام، ورفعوا كلمة لا إله إلّا الله، شعار الإسلام، فتسلّطوا بها على رقاب المسلمين والمستضعفين، فأوقعوا فيهم أقصى وأقسى أنواع الظلم والفساد والإفساد، فصارت وَبالًا ونَقمة على الناس .)
فإذا كانت الشجرة الطيبة رمز العطاء والبذل، فإن كلمة التوحيد رمز العبودية لله، ودليل الإخلاص له، وبرهان الاعتماد عليه. وإذا كانت الشجرة الطيبة عنوان الخير والجود، فإن المؤمن خير كله، وبركة كله، وطيب كله .
ولا شك أن القرآن حين يضرب مثلاً لكلمة التوحيد أو للمؤمن بالشجرة الطيبة الخيرة المعطاء، يكون قد أوصل الفكرة التي أراد إيصالها بشكل أكثر وضوحاً، وأشد بياناً من أن يأتي بتلك الفكرة مجردة، خالية من أي تمثيل أو تشبيه .ولكن للاسف اصبح عالمنا يكفر بالكلمة الحقة ويروج للباطل والخبث واضحى الكلام لايطابق الواقع حتى اخذ الناس بالنفور في حين ان الانبياء والاولياء سلاحهم الواعي تلك الكلمة الطيبة فياترى هل من متعظ ؟
ـــــ
هيام الكناني