بقلم : قيس المعاضيدي
بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل ليعلمون الناس الكتاب والحكمة ، وهو لطف إلهي للبشرية .حيث قيل أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة .وهي لا تتغير ولا تتبدل بالأوقات والأزمان . قال تعالى ]وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 3-4 وقال تعالى (۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) سورة المائدة (67)
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) سورة الأحزاب (45) وقال الرسول الكريم محمد صلى عليه وآله وسلم (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )).
وبعد كل هذا ما نفهم من ذلك . أليس النبي وما يأتي به هو موجه للناس ولإرشادهم ورسالة إلهية وهل يبقى بعد ذلك شك أو تأويل .؟ ومن يعترض ماذا يريد من وراء ذلك ؟ هل لتوضيح أم إبهام أم لنقص !!!
ومن خلال الأدلة يتأكد لدينا أن تأويل ذلك يصب في صف من يريد شق وحدة المسلمين . وفي ضوء نطلعكم على بعض المسائل التي أخذت حيزاً كبيراً للاحتجاج على من يزور قبول الأولياء والصالحين ويعتبرها شرك ومن جانب آخر يتغاضى ويغمض عينيه ويصم سمعه عن وقائع أخرى وفي ضوء ذلك ذكر ابن الأثير: الكامل في التاريخ9: 336
(قال ابن الأثير): {وَأَعْلَمُوهُ بِأَنْ شِيرِكُوهْ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ، فَقَالَ: نَمْضِي إِلَيْهِ، فَسَارُوا جَمِيعًا،
فَسَايَرَهُ صَلَاحُ الدِّينِ وُجُورَدِيكُ وَأَلْقَيَاهُ إِلَى الْأَرْضِ عَنْ فَرَسِهِ، فَهَرَبَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ، فَأُخِذَ أَسِيرًا، فَلَمْ يُمْكِنْهُمْ قَتْلُهُ بِغَيْرِ أَمْرِ أَسَدِ الدِّينِ، فَتَوَكَّلُوا بِحِفْظِهِ، وَسَيَّرُوا فَأَعْلَمُوا أَسَدَ الدِّينِ الْحَالَ، فَحَضَرَ، وَلَمْ يُمْكِنْهُ إِلَّا إِتْمَامُ مَا عَمِلُوهُ}
وقد وجدنا رداً على ذلك من الأستاذ المحقق الصرخي جاء فيه ( يا دواعش يا سفهاء الأحلام ، تكفّرون وتقتلون المسلمين السنّة والشيعة لأنّهم يزورون القبور، وتنتهكون حرمات الأولياء والصالحين وتهدمون قبورهم، وها أنتم قُطِعَت ألسنتُكم وبَلَعْتموها خاسئين مُبلسين مَرجومين أمام زيارة الولاة الملوك السلاطين أولياء الأمور الأيوبيين لقبر الإمام الشافعي !!! لينكشف زيف مدّعى ابن تيمية وأتباعه الجهّال في منع وتحريم زيارة القبور وتكفير وقتل مَن يزورها .) انتهى كلام المحقق ..
الرسول قدوة حسنة لأنه نبي ومنزه وكل ما يأتي به هو سنّة وعندما يقول بفعل معنى ذلك أن ذلك الفعل مباح ولا اشكال فيه .فعندما يزور قبر أمه نجد من يحتج عليه .وفي الجانب الآخر لا يعترض على زيارة قبر الإمام الشافعي ؟!!فيا مسلمين لا يأخذكم في دينكم كلام المغرضين لأنهم أصحاب بدع وضلال ولم يقف كلامهم لهذا الحد بل تعدى ذلك إلى الذات الإلهية المقدسة .وهم بذلك يحرفون الدين الإسلامي ويمحون سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
...