جبرائيل يخبر النبي: أمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك
احمد ياسين الهلالي
ليس البكاء بذاته على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام ) وذرف الدموع واظهار الحزن والألم هو الأمر الذي يثير ويغضب أعداء أهل البيت (عليهم السلام ) وحسب ,وإنما إدراكهم وإيقانهم بخطورة ماوراء ذلك البكاء على عروشهم ومكانتهم ومصالحهم ووجودهم في هذه الحياة , كون أن هذا الأمر وهذا البكاء وكذلك عقد المجالس والمأتم التي تروي تفاصيل تلك الحادثة العظيمة وماجرى على الإمام الحسين وأهل بيته يثير التسائل والبحث من قبل الناس عن حقيقة ثورة الإمام الحسين وماهي أهدافها ولماذا جلب معه النساء والأطفال ؟ ولماذا يقتل بهذه الطريقة البشعة وتسبى عياله ؟ وبهذه التساؤلات سوف تنكشف الحقيقة المغيبة على بعض العامة من الناس ,والمشوشة من قبل أئمة الضلالة وسلاطين الجور , وبهذا الانكشاف سوف يطلع الناس بشكل واضح عن عقيدة هذا المذهب النابعة من منبع الحكمة وأصول العلم وقادة الأمم آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) , لذلك تجد الجحود والانكار من قبل النواصب والخوارج وفي كل عصر ماصدر من روايات وأحاديث وردة عن الرسول وعن أهل البيت وعن الصحابة ونساء الرسول عن مشروعية البكاء على الحسين (عليه السلام) لكن تجد الانكار والعناد ,و في المقام نذكر بعض الموارد التي تشيرإلى تلك المجالس الحسينية التي عقدها النبي (صلى الله عليـه وآله وسلم) والتي جاء ذكرها ضمن بحث ( الثورة الحسينية ) للمحقق السيد الأستاذ الصرخي الحسني مستدلاً من خلالها على مشروعية البكاء على الحسين (عليه السلام ) و منها: 1...2...3ـ أعلام النبوة / للماوردي الشافعي .... عـن عائـشة قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) وهو(صلى الله عليه وآله وسلم) يوحى إليه فقال جبرائيل (عليه السلام): إنّ أمتك سـتُفتتن بعـدك ،وتقتل ابنك هذا من بعدك ، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء ، وقال جبرائيل (عليه السلام): في هذه يقتل ابنك ،اسمها الطف. فلما عرج جبرائيل (عليه السلام) خرج رسول الله (صـلى الله عليه وآله وسلم) إلى أصحابه والتربة بيده ، وفيهم أبوبكر وعمر وعليّ وحذيفة وعمار وأبو ذر ، وهو(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم): أخبرني جبرائيل أن ابـني الحسين (عليه السلام) يقتل بعدي بأرض الطفّ ، وجاء بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه. وروايات أخرى كثيرة ومنها ما جاء عن أم سلمة ومنها ماجاء عن أمير المؤمنين ومنها ماجاء عن الصحابة , وهي تصور لنا ماستصل إليه الأمة الإسلامية بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) من التسافل والإنحطاط والضياع والركون إلى الظلمة والضالمين كون أن حتى ذريته لم تسلم من الفتك والظلم والاضطهاد مع علمهم بقرابتهم ومكانتهم من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهم سادة الخلق وأئمة الهدى من بعده , فكيف بشيعتهم والتابعين لهم ومواليهم , لذلك تجد محاربة تلك الشعائر وذلك البكاء وبمختلف الوسائل هو أمر يحّشد له أولئك الظلمة من النواصب وفي كل زمان كي يبعدوا الناس عن الحسين وعن مبادىء الحسين وعن أهداف ثورة الحسين (عليه السلام ).