بقلم : احمد المــــلا
في أكثر من محاولة يسعى فيها ابن تيمية إلى التغرير بمن يعتقد بفكره ومنهجه الأسطوري الخرافي المجسم للذات الإلهية المقدسة, وهذا أمر أثبته المرجع المحقق الصرخي في بحوثه التي ذاع صيتها بين رواد شبكة التواصل الإجتماعي على وجه التحديد، فإبن تيمية يسعى في كل موقف إلى أن يثبت أن للذات الإلهية جوارح من يد وساق وغيرها والعياذ بالله, وقد صحح وتبنى كل الروايات والأحاديث التي تقول بهذا الشيء المنتهك لحرمة الذات الإلهية!! لكن ما يتميز به ابن تيمية هو بطريقة طرح فكرته فهو يوهم المتلقي بأنه غير مجسم لكن ما يخطه بيده يدل على إنه من أكبر المجسمة والمشبهة للذات الإلهية المقدسة, وهنا سوف نطرح رأيه في حديث وضع قدم الرب في النار(لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض ) فابن تيمية يقول بأن هذا الحديث متفق عليه في كتاب مجموع الفتاوى المجلد الثالث في الصفحة 139 باب العقيدة الواسطية.
الأدهى من ذلك كله أن ابن تيمية دافع عن هذا الحديث وناقش من سماهم بالمتأولين حسب ما موجود في كتاب " مختصر الفتاوى المصرية " في الصفحة 647 – 648 ، حيث يقول ((... فهذا الحديث المستفيض المتلقى بالقبول ..... وقد غلط في هذا الحديث المعطلة الذين أولوا قوله " قدمه " بنوع من الخلق ، كما قالوا : الذين تقدم في علمه أنهم أهل النار ، قالوا في قوله " رجله " : كما يقال : رجل من جراد ، وغلطهم من وجوه : فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " حتى يضع " ولم يقل : " حتى يلقي " ، كما في قوله " لا يزال يلقى فيها " .الثاني : أن قوله " قدمه " لا يفهم منه هذا ، لا حقيقة ولا مجازاً ، كما تدل عليه الإضافة .الثالث : أن أولئك المؤخَرين إن كانوا من أصاغر المعذبين فلا وجه لانزوائها واكتفائها بهم ، فإن ذلك إنما يكون بأمر عظيم .وإن كانوا من أكابر المجرمين فهم في الدرك الأسفل ، وفي أول المعذبين لا في أواخرهم .الرابع : أن قوله " فينزوي بعضها إلى بعض " دليل على أنها تنضم على من فيها ، فتضيق بهم من غير أن يلقى فيها شيء .الخامس : أن قوله " لا يزال يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع فيها قدمه " جعل الوضع الغاية التي إليها ينتهي الإلقاء ويكون عندها الانزواء ، فيقتضي أن تكون الغاية أعظم مما قبلها ، وليس في قول المعطلة معنى للفظ " قدمه " إلا وقد اشترك فيه الأول والآخر ، والأول أحق به من الآخر .... وقد توهم ذلك على أهل الإثبات قوم من المعطلة حتى قالوا كيف يدخل بعض الرب النار ... وهذا جهل .... فإن الحديث (....) فإن ذلك دل على إنها تضايقت على من كان فيها فإمتلأت بهم ... وإنما المعنى أنه وضع القدم المضاف إلى الرب تعالى فتنزوي وتضيق بمن فيها ...))!!!...
نلاحظ كيف أن ابن تيمية حاول جاهداً أن يثبت صحة الحديث وناقش في مسألة وضع القدم وهل هي سبب إنزواء النار أو لا، فقد أثبت أن انزواء النار كان بسبب القدم وليس بسبب ما يلقى فيها وهذا ما خلص إليه بقوله (وإنما المعنى أنه وضع القدم المضاف إلى الرب تعالى فتنزوي وتضيق بمن فيها ) لكنه تدارك نفسه بعبارة " القدم المضافة إلى الرب " حتى لا يقال عنه مجسم لأنه كان في محل نقاش مع المجسمة والمعطلة وقال بأن وصف القدم ليس حقيقاً ولا مجاز !! إذن فما هو يا ابن تيمية ؟ فهو يقول في نهاية المطاف إنها قدم مضافة ؟؟ قدم مضافة للرب ؟؟!! وهنا نسأل ابن تيمية من الذي أضاف تلك القدم للرب ؟ وهل في الرب نقص حتى تضاف له قدم ؟ وعندما أضيفت للرب هل أصبحت جزءً منه أو لا ؟ وإذا أصبحت جزء من الرب كيف للنار أن تحتوي جزء من الرب ؟ وهذا يرجعنا إلى مسألة الإستواء و أطيط العرش فابن تيمية ناقش ذلك الحديث من أجل أن ينفي بقاء فسحة بقدر أربع أصابع وقال إنه من غير الصحيح إن يكون العرش أكبر من الرب، حسب ما ذكره في كتاب " مجموع الفتاوى " الجزء السادس عشر من الصفحة 435 إلى الصفحة 439، فإن كانت العرش لم يتسع فلماذا النار تتسع وتقبل بأنها دخلت لكن إنزواء النار ليس بسبب القدم ؟ وهنا نسأل ابن تيمية إذن كيف للنار أن تحتوي جزء سواء كان أصلياً أو مضافاً للرب ؟؟!! فأي رب هذا الذي لديه رجل ورجل مضافة ولا نعرف كم هو عدد الأرجل الأصلية وكم هو عدد المضافة؟؟!! فلو لم يحصل رب التيمية الأمرد على تلك القدم المضافة فماذا سيفعل حسب رأيك ؟ هل يبحث عن قطع غيار أو يذهب إلى مراكز التأهيل الصحي ؟؟ ثم لماذا يلجأ الله سبحانه وتعالى إلى وضع قدمه في مهما كان معنى تلك القدم فإين القضاء والإرادة والأمر الإلهي ؟
ألم يقل سبحانه وتعالى {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } البقرة117 ... وقال تعالى {... إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } آل عمران47... وقال سبحانه {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } النحل 40... وقال عز من قال {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } مريم35 ...وقوله جلت قدرته {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } يس 82 ...
وهنا نلاحظ أن ابن تيمية يفر من المطر إلى الميزاب وفي العديد من الحالات كما أثبت ذلك المحقق الصرخي في المحاضرة الخامسة من بحث " وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " والتي أكد فيها عشوائية ابن تيمية وفقدانه لوحدة الموضوع وهذا ما ثبت من خلال تناقض ومغالطات الكثير من مواضيع ابن تيمية مع نفسه , وعلل المرجع الصرخي اطمئنان تيمية على تقبل مغالطاته وأخذها منهجا ً في الاعتقاد , لأن ما يقوم به يجري ويسري بكل سهولة على ( الأغبياء الجهّال ) وهؤلاء هم هدفه وغايته دون ذوي العقول والأنوار والإيمان والاهتداء والتقوى ... حيث قال المرجع السيد الصرخي في أسطورة 11 (( الرُّؤْيَا الفِتْنَة...وَالشَّجَرَة الْمَلْعُونَة: أمر 8 : ب ـ لعشوائيته وعدم فهمه لأصول المطالب وفقدانه لوحدة الموضوع نجده عادة ما يخالف ويناقض نفسه، ففي مقامنا مثلًاً نجده في موضع آخر يحتاج في مغالطاته أن يدعي أن الرؤيا في المنام فإنه وبدون تردد يقلب المعنى والمبنى 180 درجة فيخالف ويناقض ما قاله بدون تردد؛ لأنه مطمئن أن ما يقوم به يجري ويسري بكل سهولة على الأغبياء الجهّال وهؤلاء هم هدفه وغايته دون ذوي العقول والأنوار والإيمان والاهتداء والتقوى ... )).