بقلم:مهند العماري
فإن من المعلوم أن دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله الكريم محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مُتصِفٌ بثلاثِ صفات: (الكمال والشمول والبقاء)، فهو كاملٌ لا نقص فيه، وشاملٌ للثقلين الجن والإنس، وباقٍ إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها.
وهنا نذكر الاستدلال الذي قدمه المحقق المرجع الصرخي الحسني في اثبات شمول الحكم الشرعي لجميع وقائع الحياة حيث قال :
ورد عن المعصومين عليهم السلام ما يصب بمعنى ان ( ان الواقعة لا تخلو من حكم ) فكل وقائع الحياة يوجد لها حكم ويوجد لها تغطية لذلك عندما يرد عندنا عنوان انه لا تخلو واقعة من حكم فهذا يدفع القياس ،حيث شن اهل البيت عليهم السلام تلك الحملة ضد القياس والقول بالقياس ،لان القياس يعتمد على ان الشريعة لم تغط جميع وقائع الحياة ولا توجد احكام تغطي جميع الوقائع لذلك يلتجىء الفقيه الى ان يجعل العقل او الراي الشخصي احد مصادر التشريع .
والصحيح عندنا ان الشريعة غطت جميع وقائع الحياة ولا توجد واقعة الا لها حكم .
واثبات هذه القضية ربما يحتاج الى مؤونة نعم قد ثبت هذا الامر لكن نحن مع الدليل وللبيان نعطي بعض المقدمات :
المقدمة الاولى : اننا نعلم ونتيقن بان الله سبحانه وتعالى عالم مدرك لجميع المصالح والمفاسد المرتبطة بحياة الانسان وان الله سبحانه شرع تشريعات من اجل تنظيم حياة الانسان فالكامل المطلق الحكيم المطلق الذي حكمته نافذة واللطيف المنعم المانح عندما يعطي ويمنح ويرزق فهو جل جلاله يعطي بما يتناسب مع قدرته ونعمه ورحمته المطلقة ولطفه المطلق فعندما ينظم يلتفت الى كل المصالح والى كل المفاسد وينظم كل الحياة كل المداخل والمخارج كل ما يتعلق بالحياة في الدنيا والاخرة فالمولى لكماله يعطي النظام الامثل والاكمل والنظام القدسي الاقدس .
المقدمة الثانية : ان الله سبحانه وتعالى برحمته ولطفه ينظم لنا الحياة فيصدر الاحكام والتشريعات التي فيها الافضلية بل هي الفضلى والحسنى فيعطينا المثال والقدوة الصحيحة الصالحة التي لا يمكن ان تدرك من قبل المخلوقين مهما كانت الصفات التي يتمتعون بها .
الخلاصة : انه لتحقيق المثال الافضل والمثال الاقدس ولتحقيق الحياة الافضل في الدنيا والاخرة ومع الاخذ بنظر الاعتبار الرحمة الواسعة والنعمة المطلقة واللطف المطلق والحكمة النافذة اللائقة بحاله جلت قدرته فان الافضلية اللائقة بحاله تستلزم بيان جميع المصالح والمفاسد عن طريق التشريع والاشارة اليها واستجذاب جميع المصالح ودفع جميع المفاسد بما يؤدي الى حياة افضل واكثر تنظيماً بل حياة منظمة ومناسبة للبشر .
النتيجة :نصل الى ما ورد عن المعصومين عليهم السلام والذي يصب بمعنى ( الواقعة لا تخلو من حكم )