مشروعية البكاء على الإمام الحسين عليه السلام بالأدلة الشرعية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيراً مايروج المخالفين لنا في العقيدة ؛ حرمة ونهي البكاء على الحسين بن علي عليهما السلام وانه منهي عنه في شريعة الاسلام ؛ ويرمون الغير بالكفر والمروق والخروج عن الدين متناسين ان البكاء حالة فطرية قد نشأت مع خلق الانسان والحقيقة التى لا شك فيها أن البكاء آية من آيات الله عز وجل فى النفس الإنسانية، مثله تماماً مثل الحياة والموت والخلق، فهو القائل سبحانه: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى 43 وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا 44 وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى 45) النجم: 43-45، فهو سبحانه الذى خلق البكاء وسبب دواعيه، وجعله ظاهرة نفسية عامة ومشتركة لدى جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم ومذاهبهم وبيئاتهم، فالبكاء لغة عالمية لا تختلف باختلاف الألسن أو الثقافات أو البيئات، فالجميع يبكون بنفس الطريقة ولنفس الأسباب غالباً.؛ وقد أخذ الرسول شرعيتها من كتابه المقدس وبالاخص بكاء الخشوع والتذلل لله ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا 109)
وقد أتفق المسلمون على اختلاف مشاربهم على جواز البكاء على الاموات ،واستدلوا على ذلك بفعل النبي(ص) عندما ذرفت عيناه الدموع عند زيارته قبر امه آمنة بن وهب رضوان الله عليها ؛ حيث روى مسلم في صحيحة ج3 ص65 عن أبي هريرة قال "زار النبي صلى الله عليه (واله)وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله".. وكيف بكى عمه حمزه ..وهنا استدلال اخر كيف بكى يعقوب النبي على فراق ابنه يوسف عليهما السلام ..
وللبيان اكثر احيانا يستخدم البكاء كأداة للاستغاثة كما استخدمتها سيدتنا زينب عليها السلام بعد مقتل اخيها الحسين بايدي تلك الفئة الضالة وبالاخص في قولتها المشهورة حين دخلت على مجلس ابن زياد حين نادت في مقطع من خطبتها
(وتزعم انك على دين الاسلام واغوثاه أين اولاد المهاجرين والانصار )..
وهنا نقول كيف لايكون البكاء على الحسين وهو الذي حفظ بدمه الشريف بيضة الاسلام ؛وهنا لابد ان نستذكر بعض من الادلة والشواهد التأريخية التي تثبت حلية البكاء على الحسين وهو مقتبس من بحث للسيد الأستاذ المحقق الصرخي مستدلًا خلاله على مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر سنية وشيعية في بحثه " الثورة الحسينية " (أم سلمة وبكاء الحسين وجبرائيل وخبر المقتل
في المقام نذكر بعض الموارد التي تشيرإلى تلك المجالس الحسينية التي عقدها النبي (صلى الله عليـه وآله وسلم) منها..المالكي في العقد الفريد ، وفي الـصواعق ....عـن أم سلمة قالت: كان عندي النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)،
ومعه الحسين (عليه السلام) فدنا من النبي (صلى الله عليـه وآله وسلم) فأخذتُه فبكى الحسين (عليه الـسلام) فتركتـه فدنا الحسين(عليه السلام) منه (من النبي "صـلى الله عليـه وآله وسلم" ) فأخذتُه ، فبكى الحسين (عليه السلام) فتركته فقال جبرائيل (عليه السلام): أتحبّه يا محمد (صلى الله عليـه وآله وسلم) ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعم قال جبرائيل (عليه السلام) : أما أن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك الأرض التي يقتل بها. فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكيف لايبكي النبي محمد صلوات ربي عليه وهو الذي بكته السماء والارض كما ذكر ان السماوات والأرض تبكيان على العبد المؤمن إذا مات وأنقطع عمله، وقد ورد ذكر بكاء السماء والأرض فى القرآن الكريم فى قوله عز وجل: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ 25 وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ 26 وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ 27 كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ 28 فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ 29) الدخان ..وكيف لاتبكي الارض على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكى على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوى كدوى النحل كما جاء في الخبر