زيارة القبور بين الموعظة والتكفير
بعيداً عن التراشق اللفضي الذي يسري هنا وهناك حول قضية زيارة القبور وبألاخص قبور الأنبياء الاولياء وحتى غيرهم من عوام الناس ؛ لاشك ان هذا الامر شغل بال الكثير وأخذ منهم يُكفر من بادر بالزيارة والتقرب وهناك من حثَّ عليها ؛ الامر الذي دفعنا للكتابة وطرح الفضائل التي تتضمنها " زيارة القبور"
لايخفى على أحد أن ظاهرة زيارة القبور ظاهرة متكررة في كل المجتمعات حتى من ينكرها ؛ تراه يقوم بالآمر ؛ ويمكن القول ان هناك ميولاً تدفع الأنسان نحو احترام الموتى والاهتمام بزيارة القبور إنّما هو ناجم عن وفرة ما تمنحه هذه الظاهرة من معطيات إيجابية على الصعيد الإنساني والإجتماعي ، لذا كانت موضع عناية لدى الشعوب..
والشارع المقدس قد لفت نظر المسلمين الى أهمية زيارة القبور فندب إليها في أكثر من موضع، وذلك لتحقيق جملة من الأغراض التربوية التي تعود بالفائدة الى الفرد والمجتمع الإنساني معاً.والتي كان من أهمها
اولاً :العضة والعبرة : والدليل مانطق به خليفة المسلمين أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حين رجع من صفّين، فأشرف على القبور بظاهر الكوفة وقال: "يا أهل الديار الموحشة، والمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق، أمّا الدور فقد سُكنت، وأمّا الأزواج فقد نُكحت، وأمّا الأموال فقد قُسمت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثمّ التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال عليه السلام: أما لو أُذِنَ لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى"
وحتى يدرك الزائر للقبور بأن مصيره مهما طال فهو إلى الفناء، وهذا الشعور بنفسه يكون رادعاً عن تماديه في الرذيلة، ولذا ركّز الحديث الوارد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) على هذه الفائدة للزيارة، حيث ورد قوله(صلى الله عليه وآله): «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّ فيها عبرة"
ثانياً: تنمية العاطفة
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه عن القبور: "...فزوروها، فإنّه يرقّ القلب، وتدمع العين، وتذكّر الآخرة..."
وايضاً فيها إستذكارا لسيرة أهل الفضل ومنها عن الإمام الصادق عليه السلام: "عاشت فاطمة عليه السلام بعد أبيها خمسة وسبعين يومًا لم تُرَ كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كلّ جمعة مرّتين: فتقول عليه السلام: ههنا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ههنا كان المشركون"
وعليه نقول ان زيارتنا لقبور الانبياء والآولياء هو حسب ماذكرناه وليس حسب مايذكره المخالفون بان نجعل لغير الله نداً ؛ بل ان مشروعية التوسل بهم انما جاءت بنص القرآن كما في قوله تعالى: (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا)[28].
نجد أن أبناء يعقوب قد طلبوا المغفرة من يعقوب، لكن ليس بمعزل عن القدرة الإلهية، وإنّما جعلوا يعقوب واسطة في طلب المغفرة بسبب كونه مقرّباً عند الله وذا جاه عنده سبحانه.
وهذا واضح من خلال جواب يعقوب لأبنائه: (قال سوف استغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم)
فياأيها المخالفون يامن تُكفرون الناس بجرم زيارة القبور أجعلوا الله نصب أعينكم واتقو الله حق تقاته فمالكم تقولون عكس ماتفعلون والدليل مانطق به الصرخي الحسني في احقية مشروعية زيارة القبول والرد القاصم لكل من ينكر ذلك في محاضرته 21 قائلاً(يا دواعش يا سفهاء الأحلام ، تكفّرون وتقتلون المسلمين السنّة والشيعة لأنّهم يزورون القبور، وتنتهكون حرمات الأولياء والصالحين وتهدمون قبورهم، وها أنتم قُطِعَت ألسنتُكم وبَلَعْتموها خاسئين مُبلسين مَرجومين أمام زيارة الولاة الملوك السلاطين أولياء الأمور الأيوبيين لقبر الإمام الشافعي !!! لينكشف زيف مدّعى ابن تيمية وأتباعه الجهّال في منع وتحريم زيارة القبور وتكفير وقتل مَن يزورها .
ـــــــ
هيام الكناني