الحسين منهج هداية
بقلم د.جلال حسن الجنابي
عندما تكون في مفترق طرق وتلتبس عليك الأمور وأي طريق تسلكه لتصل إلى الهدف تحتاج إلى خبير عارف بهذه الطرق يرشدك إلى الأمثل منها ويبين لك ماهو سيء ومبعد عن هدفك الذي تنشده .عندما تسير وتشتبك عليك ظلمة المذاهب وشياطينها والتعنصر الطائفي وجاهليتها. عندما يدلس المدلسون في سنة النبي الأمين ويضعون الأحاديث ويحرفون الأخرى عن مرادها ويفسرون القرآن على هواهم ويجسمون الله تحتاج من يبين لك الدين المحمدي الأصيل النقي الصافي ويرجعك إلى نور الدليل والعلم والأخلاق والتعامل بنور تقبل الآخرين وعدم تكفيرهم وبنور وهدي القرآن (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) هنا تأتي الحاجة الملحة إلى النهج الحسيني ومدرسة الحسين عليه السلام الذي أعطى الدروس والمواعظ هنا تحتاج إلى إمام هدى وقرآن ناطق لديه أخبار الأولين والآخرين لديه تبيان كل شيء لديه القول الفصل في الفتن واشتباك الأفكار وانحرافاتها وعليه فالحسين (عليه السلام) طريق هداية للعالمين ، رسم بدمه الطاهر في طفّ كربلاء ، السبيل الصحيح والنهج القويم ، للسير إلى الله وفي مرضاته (جل وعلا) ، في تقديم النصح والوعظ والإرشاد ، لكي لا نكون ممن يعمل السيئات ، ونكون من الظالمين الفاسقين الذين أخذهم الله تعالى بعذاب بئيس . ولكي نكون مع الحسين الشهيد (عليه السلام) ، علينا العمل وعدم القعود عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وكما قال المرجع الصرخي :
فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس ،
ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنتهِ ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين،
قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.
http://www14.0zz0.com/2017/10/21/14/673800819.jpg فيا أمة الاسلام إرجعي إلى طريق الحق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار سلام الله عليهم وصحابته الذين ساروا على هديه رضوان الله عليهم فطريقهم واضح طريق الأخلاق والعلم والتقى والدليل والسلم
وأتركي طريق التكفير وإلغاء الآخرين ورفض الحوار فهو طريق هاوية ودمار وسخط الله.