أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) يحيي واقعة الطفّ
احمد ياسين الهلالي
تتعالى بعض الاصوات الشاذة والمنحرفة والمخالفة لكتاب الله وسنة نبيه ولاجماع المسلمين , وهي تبرر تكفيرها للمسلمين الذين يقيمون العزاء والبكاء على الامام الحسين (عليه السلام ) مدعين بذلك ان البكاء واظهار الحزن يعتبر مخالفة صريحة للسنة النبوية المطهرة وهذا لايجوز في شريعتنا المقدسة ,مع العلم ان هناك العديد من الروايات التي رواها الفريقين من الشيعة والسنة والتي تشير الى استحباب البكاء على مصيبة الامام الحسين بل ان العبد ليؤجر على ذلك البكاء والحزن وهو رحمة جعلها الله في قلوب عبادة كما يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) , ونحن نرى هناك تأكيد من قبل الرسول الاكرم واهل بيته الاطهار على ضرورة اقامة المجالس الحسينية واستذكار مصيبة الامام الحسين حيث كانوا يروون لاصحابهم تفاصيل تلك الواقعة قبل وبعد حدوثها , حيث ان تلك الجريمة كشفت مدى انحراف الامة بعد رسول الله ومدى الظلم والالم الذي لحق باهل البيت من بعده (عليهم السلام ) , ومن تلك الماتم وكما جاء في مقتبس من بحث (الثورة الحسينية ) للمرجع المحقق السيد الصرخي الحسني والذي استدل به على مشروعية الحزن والبكاء على الحسين التي اقيمت قبل استشهاده (عليه السلام ) وهو الماتم الذي اقامة امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) عند ذهابه الى حرب صفين ومروره بارض نينوى حيث أخذ يرثي الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وبكى (عليه السلام) وأبكى ، واستشهد في مجلسه بمجالس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكاء الرسول (صـلى الله عليه وآله وسلم) على الحسين (عليه السلام) وإليك بعض ما
يشير لهذا المعنى عن طريق أهل السنّة:1- أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن نجا عن أبيه إنه سار مع علي (عليه الـسلام) ، فلمـا حـاذى نينـوى وهو(عليه السلام) منطلق إلى صفّين نادى: (صبرًا أبا عبـدالله ، صبرًا أبا عبد الله بشطّ فرات.
فسئل عن ذلك فقال (عليه السلام): ( دخلتُ على رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وهو يبكي فسألته، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): قام من عندي جبرائيـل فحدثني أن الحسين يُقتل بشطّ الفرات قال فقال : هل لك أن أشمّك من تربته ؟ قال : قلت ، نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ).