بقلم د.جلال حسن الجنابي
بعد فتح مكة ودخول المسلمين إاليها بقوة عجز المشركون عن ردهم وبها إنطفأ اخر أمل لأبو سفيان ومعاوية ومن معهم ممن بقي معاديا ومحاربا الأسلام في الانتصار على دين الله القويم وأدركوا انه لا مجال لمحاربة الاسلام الا بالدخول فيه فأعلنوا إسلامهم ولبسوا ثوب الاسلام لخداع من ضّعُف إيمانه ومن بالامكان اضعاف ايمانه بوسائل شيطانية مختلفة ومن تلك اللحظة بدأ العمل لتهديم الاسلام من الاساس والعمل على تفريغه من كل المبادئ والقيم التى نزل بها القران وأوصى بها الرسول الكريم وبدأ بعزل الخلفاء المنصبين من الله على لسان رسوله الكريم وعبر الى المرحلة الثانية التجاهر بالفسق والفجور من قبل الخليفة الغاصب يزيد ومع هذا حصل على بيعة المسلمين الا النادر الاندر وقائدهم ومنارهم هو الامام الحسين عليه السلام الذي أيقن أن لا صحوة للأمة الاسلامية الا بتضحية عظيمة من خلال ثورة رفض للباطل وتسلطه فهندس ثورة جعل فيها دورللعلم والمنطق والموعظة والدليل وللانسانية والعرف , للطفل الصغير والشيخ الكبير, للمرأة والطفلة للأسير والاسيرة لإسقاط قناع الاسلام الزائف عن وجه الجاهلية الشيطاني الاسود وكما بين المحقق المعاصر الصرخي الحسني هذا المعنى بقوله ( الإمام الحسين ( عليه السلام ) كان له الدورُ الرئيسُ في الحفاظِ على الإسلامِ ومبادئِه
إنّ منهجَ الإمامِ الحسينِ (عليه السلام) في الثورةِ والتضحيةِ التامةِ الكاملةِ الشاملةِ الكبرى كان له الدورُ الرئيسُ في الحفاظِ على الإسلامِ ومبادئِه وأركانِه الأساسية، فلولا التضحيةُ والثورةُ الحسينيةُ الكبرى لتمكّنَ يزيدُ، وكلُّ مَن خلفَه من زعماءِ الشرِّ وطغاتِه من أن يفعلَ ويعملَ على طمسِ كلِ المعالمِ الإسلاميةِ وتهديمِ كلِ أركانِ الدينِ ومبادئِه وهذا ليس بغريبٍ ولا بمستبعد... فالثورةُ الحسينيةُ أرغمت يزيدَ نفسَه على ادعاءِ الإسلامِ والتظاهرِ به، ولولا ذلك لطُمِسَت معالمُ الإسلامِ إلى الأبد)
. مقتبس من بيان "الحركة الإصلاحية بين الإيثار والانتهازية " للمرجع الأستاذ السيد الصرخي
https://img1.mrkzgulf.com/i/00118/v54hct2fasj0.png وبهذا ثبّت الحسين عليه السلام المصداق لقوله تعالى ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة 249 عندما كشف الاسلام الاصيل قناع الجاهلية الشيطاني وبين أن الحق مهما قل ناصره يبقى يجاهد الشر فهو رسالة للانسانية جمعاء ومصدر قوة يستمدون منه وهج الثورة ضد الظلم والانحراف