بقلم د.جلال حسن الجنابي
خلق الله تعالى الانسانية وجعل منها الشعوب والقبائل والمجتمعات وأرسل اليهم الانبياء والرسل مبشرين ومنذرين وهادين ومبينين لأحكامه وفرائضه وأوامره ونواهيه وثوابه وعقابه وجعل بعد خاتم الانبياء أئمة حجج على خلقه وهادين الى سراطه ويكون كلامهم وعملهم قدوة للاخرين يقتدون به ومن قبسات الاقتداء التي هي غاية في المثالية هي فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي جسدها الحسين الشهيد بكربلاء بعدما شعر بحجم الخطر الذي يهدد كيان الاسلام والفرد المسلم والمجتمعات الاسلامية بتسلٌط الفاسقين على منبر رسول الله وإباحتهم للمحرمات ومحاربتهم للنهج الرسالي الاصيل ومن يتبناه فجسد فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بأرقى صورها وطبقها بأمثل تطبيق بحيث تبقى شعلة نور يقتبس منها كل الاحرار في العالم وليس المسلمين فقط لما احاطت به من جوانب متعددة تصلح منهاجا للجميع بدون تخصيص لمذهب او ديانة او طائفة
فعنيت بالجانب الانساني والعلمي والاسلامي الرسالي والعرفي والاعلامي والاخلاقي والتاريخي فثبتت امام المنهج الباطل في وقتها وقبلها وللمستقبل وهيأت الارضية الصالحة لقيام دولة العدل الالهي وقائدها وكما تحدث بهذا الجانب المحقق المعاصر الاستاذ الصرخي الحسني بقوله (لنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي، الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات: هل تعلّمناها على نهج الحسين ( عليه السلام)؟ وهل عملنا بها وطبّقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار (عليهم السلام) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكلّ أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحقّ وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات؟ قال العلي القدير جلّت قدرته: }أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } التوبة / 16 ( .
ومن هنا ليطلع جميع العالم على دروس واقعة الطف وما احاط بها من جوانب ليتعلم كيف تكون الحياة الحرة الكريمة وكيف يكون الانتصار على الباطل رغم قلة العدد والناصر وعلى جميع المسلمين السير على نهج الحسين عليه السلام في تطبيق فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لتنهض الامة من جديد وتأخذ دورها الريادي بين الامم