اخر الاخبار

الجمعة , 3 نوفمبر , 2017


ما الغاية التي خرج من اجلها الحسين ؟
إن شخصية مثل شخصية الحسين لابد و أن تكون ذا قيمة فريدة من نوعها ، فهي تتمتع بالمميزات الكثيرة وهي غنية عن التعريف من جميع الجوانب و الاتجاهات التي لا يسع المجال لذكرها لكننا يمكن أن نلم ببعض منها و التي تفيد في المقام . فالحسين ( عليه السلام ) و نظراً لما قدمه من تضحيات جمة في سبيل الإسلام من اجل إيصال صورة الإسلام الناصعة لكل أبناء البشر فثورة الحسين تلك الثورة المعطاء لم تكن مختصة بفئة معينة من البشر بل كانت عالمية الأهداف و إنسانية المنبع و وحدة الهدف العالمي الذي تنشده و سعت إلى تحقيقه بكل صدق و إخلاص فنالت على إثرها المكانة الرفيعة في قلوب البشرية جمعاء فأصبح الشعلة الوهاجة في طريق الأحرار و قدوةً لكل مَنْ ينشد الحرية و العدل و الإنصاف ، و شعاراً خالداً لرفض للفساد و الإفساد و الذلة و الهوان و بشتى مسمياته و نهضة حرة أبية بوجه الفاسدين في كل عصر و مكان و هذا ما بعث فيها روحية البقاء و ديمومة الاستمرار في ضمائر الأحرار و الشرفاء و الوطنيين رغم مضي مئات السنين عليها ومع ذلك فإن بريقها الساطع لم يزل حياً ينبض عرقه في النفوس الحرة التي لا تخشى في الله تعالى لومة لائم ، فهاهم عظماء الدنيا يقفون صاغرين أمام الحسين و ثورته الخالدة بخلود الإنسانية و يطلقون للعنان حناجرهم لتصدح بما يكمن في مكامن قلوبهم من مشاعر صادقة و تفاعل ايجابي مع تلك الثورة الأصيلة و كذلك ما تختلجه صدورهم من كلمات طيبة كانت و لا تزال مصدر الهام و منهج قويم للأجيال القادمة لذلك فإننا أمام تساؤل و استفهام كبير في معانيه و دقيق فيما يهدف إليه وهو : إن شخصية مثل الحسين لا يمكن ان ترمي بنفسها إلى التهلكة أو تعرضها مع جمع من الثلة المؤمنة بصدق قضيتها إلى القتل و سفك الدماء و السبي و الهلاك ؟ فهل كان خروجه ( عليه السلام ) من اجل غاية أم مجرد نزوة مرت مرور الكرام و انتهت ؟ يقيناً أن ذلك الخروج لم يكن لمجرد نزوة أو لتقمص دور البطل في ذلك العصر فعندما نطيل النظر في واقع الأمة الإسلامية وما تعرضت له من انتكاسات و مآسي و ويلات في شتى مجالات الحياة نجد أنفسنا أمام حقيقة واضحة ، فبعد الدراسة الموضوعية لحال الأمة وما لاقته من حكامها الأمويين الذين لم يرعوا للمسلم أية حرمة و التاريخ شاهد على ما قدمت أيديهم من جرائم بشعة ، ففي وسط تلك الأجواء المشحونة بالطائفية و البطالة و الفقر الشديد التي عاشها المسلمون دفعت بالحسين للنهضة بثورته الإصلاحية و أنه خرج من اجل إعادة ترتيب أوراق البيت الإسلامي و بالشكل الصحيح فتكون الأمة في حصن حصين من نوائب الدهر التي سترى دهائها و خبثها و فسادها خاصة في ظل التنظيمات الفكرية الإرهابية والتي تحاول الاصطياد بالماء العكر من خلال بث سمومها الفكرية المزيفة ؛ لذلك فقد خرج الحسين ليضع النقاط على الحروف و يغلق أبواب الإرهاب الفكري و الدموي و إلى الأبد ولعل تنظيم داعش هو الامتداد الطبيعي للمنهج الدموي و التخلف العلمي و الضحالة الفكرية لحكام الجور و الإفساد في الماضي ، فالحسين خرج من اجل إعداد الأمة إعداداً صحيحاً لتكون قادرة على مواجهة الإرهاب الفكري و تكون أيضاً على أهبة الاستعداد التام لتقبل أطروحة المنقذ و المخلص و صاحب اليد الطولى التي تستطيع القضاء على الفكر الإرهابي المتطرف و تنهي بذلك عقوداً من الظلم و الاستبداد التعسفي للفساد و الفاسدين وهذا ما ننتظره بفارغ الصبر .
بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة العبيدي
Hsna14496@gmail.com

بقلم: #_

القراء 374

التعليقات


مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net