اخر الاخبار

السبت , 4 نوفمبر , 2017


أن تضيء شمعةً خيرٌ من أن تلعن الظلام ألف مرة
============================
كثُر الكلام حول الشعائر الدينيّة، وأختلفت أطرافه في البحث بين النقض والإبرام، والتأييد والانتقاد ، فمنها: ما يُثار من قِبَل أتباع بعض الفِرق الإسلاميّة حول إحياء المواليد والذكريات، حيث ينتقدون المظاهر لإحياء المواليد ومراسم الاحتفالات والمناسبات الدينيّة العامّة، ويطعنون عليها بأنّها مُستحدَثة، وكلّ مستحدَث بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.والبعض الآخر حول مسألة بناء القبور وعمرانها وتَعاهُدها، ومن المعلوم أنّ أتباع بعض الفِرق يحاربون ظاهرة عمران القبور وتعاهدها، ويتّهمون زوّارها بالضلال، بل يُكفِّرون عُمّارها حتّى لو كانت تلك القبور هي قبور النبي صلى‌الله‌عليه‌ وآله ، وأهل بيته الطاهرين (عليه السلام).وتُثار الشكوك ويتوجّه الطعن حول تكريم تلك البقاع
بعموم الحديث النبوي:(لا تُشدّ الرِّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى) .لذا نجد المحاولات الحثيثة والمستمرّة لطمس تلك الآثار المكانيّة والمواقع الجغرافيّة، في المدينة المنوّرة، وفي مكّة المكرّمة، أو في كل مكان يحوي اثراً مقدساً ...
ومما تعرضت لمثل هذه التهكمات والآتهامات والأنتقادات هي الشعائر الحسينيّة " وقد ابتُليت الشعائر الحسينية بقوم من الدخلاء على النقد، نصَّبوا أنفسهم أسيادًا على الرأي وجعلوا أهواءهم مصادر للأحكام، وهم قوم تنقصهم الثقافة النقدية حتى في أبسط صورها ...والحقّ أنّ جانبًا مما يتصل بالمجالس والشعائر الحسينية بحاجة إلى التعديل والتهذيب والتطوير، وفي عملية التعديل والتهذيب والتطوير لا بدّ من النقد، ولكن شتّان بين ناقد مخلص خبير، وبين متعدٍّ مدّع دخيل.
ولعل اكثر مايثيره الآخرون من إنتقاد حول الشعائر الحسينية " هو لماذا لاتُقام في يوم واحد بدلاً من إقامتها عشرة ايام ؛ يتناسون ان من أهداف إقامة الشعائر تجذيرَ الارتباط بآل بيت النبوّة (عليهم السلام)، وترسيخَ قيم الثورة في النفوس… وهذه الأمور تحتاج إلى تذكير وتنويع وتكرار, ولا يمكن تحصيلها بالاقتصار على إقامة الذكرى في يوم واحد أو يومين. بالأضافة الى أن أحيائها جماعياً لهُ غاياته منها تعميق الصلات بين المؤمنين المشاركين في إقامتها، ومن غاياتها أيضا التوظيف الاجتماعي لثورة كربلاء…، وهي غايات يتوقف تحققها على المشاركة الجماعية ويستحيل بلوغها بالعزلة والإحياء الفردي..ومنها تهيئة الاذهان والافكار والانفس نحو كل قضية إسلامية حقة في عالمنا المعاصر وتوظيف المجتمع نحو الانتصار لها وهو أمتداد لنهظة الحسين وثورته الحرة .
الأمر الاخر الذي يٌثار هنا وهناك هو الأستهجان حول ظاهرة البكاء وذرف الدموع داعين ذلك الى الأقتصار على اقامة الندوات والحوارات والمؤتمرات ! متناسين او جهلاً أن الغاية من إقامة الشعائرالحسينية هو تأكيدَ الإرتباط العاطفي والتفاعل الوجداني بين المشاركين بكل مستوياتهم وبين الثورة الحسينية وما تحمله من أهداف، وأن الأمر لا يقتصر على التفاعل الفكري والوعي السياسي فقط بل يشمل كل الجوانب .
فليت الدخلاء على نقد الشعائر الحسينية يفقهون ؛فيقلَّوا من اللوم وينجزوا بدلاً من ذلك شيئاً من العمل متبعين قول دعاة الحق وأهله وكما وصفه المرجع الصرخي في بيانه رقم 69 محطات في مسير كربلاء ..كي نكون صادقين في حب الحسين (عليه السلام) وموالاته ، وإلا ففي النفاق ومع المنافقين والعياذ بالله (.فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس...ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين،قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.
وهنا لابد من الاشارة الى أن النقطة الجوهرية التي لابد من ذكرها ان المشكلات التي تعاني منها الشعائر الحسينية في جانبها الإجتماعي إنما هي نتيجة الحالة الاجتماعية العامة وليست سبباً لها ؛ والأ فإن من الظلم أن يعمد المنتقدون للشعائر الحسينية وعزلها عن محيطها والقاء اللوم عليها وجعلها العلة المسببة لما يعانيه المجتمع من مشكلات او الايحاء اليها ..فلو تمعن والتفت الكثير لما آل او تؤول اليه الامور لوجدوا ن المآخذ التي يثيرونها تشكل سمة عامة من سمات المجتمع, ولا تقتصر على الشعائر الحسينية بالخصوص, فحال الشعائر والمجالس من هذه الجهة لا تختلف عن حال الجامعة والمستشفى والإدارة العامة والهيئة الثقافية والسلطة السياسية… وإن المرء ليواجه في كل آنٍ ما تعانيه هذه البنى والمؤسسات من مشكلات في الإدارة وطريقة التعامل ؛ وإنما يكمن الحل في تغيير الروحية العامة السائدة, ثم وكنتيجة لذلك سوف تظهر آثار التغيير في كل زاوية من زوايا المجتمع.
وليت المشككون والمنتقدون لو يفقهوا وينجزوا على أرض الواقع بدلاً من النقد الغير مبرر متبعين الحكمة القائلة (أن تضيء شمعةً خيرٌ من أن تلعن الظلام ألف مرة).
ـــــــــــــــــ
هيام الكناني

بقلم: #_

القراء 452

التعليقات

bipgvpny

1

علي_الموسوي_

وفقكم الله

نور

موفقين

رياض_الفراتي

بارك الله بكم عاشت الانامل

هدى

وفقكم الله

اشجان_حسن

موفقة استاذة

علي_الكرعاوي

بوركت اناملكم

حسن_الخالدي

وفقكم الله

فاطمة_العالي

بارك الله بكم عاشت الانامل

ساره_الصرخيه_

وفقكم الله

نور_

موفقين

رقيه_الحسني

مقالات قيمة دمتم سالمين

علي_محمود_

وفقكم •اللّـہ̣̥

امل_حيدر

وفقك الله استاذة رائع

علي_الموسوي_

وفقكم الله

ضحى

حياكم الله

اسراء_الشمسي

احسنتم استاذة وبوركت الانامل

نور_أحمد

كم انتي دقيقة ايتها الكاتبة الراقية في أنتقاء المواضيع وتعبير واضح

علي_مرتضى

سلمت اناملك على هذا المقال

ريتاج_

بارك الله بكم بالتوفيق استاذه

سرى_احمد

عاشت الانامل

مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net