لنا الشرف بان نكون جزءً من ذلك الامتداد التاريخي
احمد ياسين الهلالي
ان من الضوابط الاساسية والتي نستطيع من خلالها معرفة الانسان المؤمن ومدى علاقته وارتباطه بامامه الحسين (عليه السلام ) ومدى تمسكه به وبمبادئه واهدافه هو من خلال مقدار التزامه وتمسكه بالاهداف الالهية التي خرج من اجلها الامام الحسين واراد استمرارها وبقائها والسير على خطاها ,تلك الاهداف التي اصبحت مشعلا ومنارا تستضيء به الاجيال وتشق طريقها نحوا مستقبل رسم بدماء سيد شباب اهل الجنة واهل بيته واصحابة الكرام , لذلك فان احياء ثورة الامام الحسين هي احياء للشريعة الاسلامية وهي احياء للسنة النبوية , وهي دافع وحافز لتقوية العلاقة الروحية بين العبد وربه بعد ان يصيبها العجز والكسل وبين العبد ومجتمعه واسرته بعد استذكار تلك التضحيات واهدافها العظيمة . لذا فلابد لنا ان نتشرف بان نكون جزء من ذلك الامتداد التاريخي وان نضع لنا بصمة في نشر تلك الاهداف وايصالها الى مختلف بقاع العالم , وقد جاء في بحث ( الثورة الحسينية ) للمرجع المحقق السيد الصرخي الحسني وهو يصف تلك الثورة بكلام جميل ورائع بقوله ((أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصُـهرت أمامهـا النفـوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكفّ راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أوليائه وتحقيق الأهـداف الإلهيـة الرسالية الخالدة ، وبعد معرفة هذا يحصل عندنا الاطمئنـان بل اليقين أن إحياء ثورة الإمام وامتدادها عبر التاريخ حتى قبل وقوعها وقبل ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) علـى أيدي الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) وعلى يـد خـاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّه(عليه الـسلام) وامتدادها عبر العوالم في السماوات والأرضين - كما عرفنـا سابقًا - كلّ ذلك لم يكن إلا من أجل تحقيق الأهداف الإلهيـةالتي خُلق الإنسان من أجلها وصدرت الأحكام الشرعية من أجل تحقيقها وتلك الأهداف وتحقيقها جعلـها الله تعـالى مرتبطة ومتلازمة مع ثورة ونهضة الإمـام الحـسين (عليـه السلام) .