المصائب التي جرت على اهل بيت النبي (عليهم السلام اجمعين) جريمة تلو الجريمة ومن اعظم تلك الجرائم الدامية والمصائب المؤلمة هي كربلاء وواقعتها التي ليست كمثلها واقعة منذ نشأة التاريخ والى اليوم ومن اجل ذلك لابد من الوقوف على اهم الاسباب التي ادت وحصلت في تلك الحادثة الاليمة .
السبب الاول :- رضوخ الناس للولاة ووعاظ السلاطين واصحاب البدع والتصديق بهم والسير خلف خطاهم ولم تكن هناك اي ادوار للبيان او للمعارضة . السبب الاول ويقسم الى محوريين هما . المحور الاول المجتمع في الاونة الاخيرة بعد وفاة النبي الاقدس (صلوات الله عليه) وانهيار اهم ركن اسلامي وهو رحيل الحبيب جعل من الامة في شتات تام مما تسلط من ينقصه الحنكة والخبرة في ادارة بلاد المسلمين . فانقسم الناس الى قسمين بين مؤيد ورافض لفكرة والاقصاء دور الخبرة التي حلت بعد رحيل النبي وايتيان بزعامات من القبائل النفعية المرتدة عن الاسلام .
المحور الثاني : دخول الناس في ضياع تام بعد تسلم ادارة الامور بيد مشركي قريش ومن ابرز تلك العوائل المعروفة بعبادة الاوثان ومحاربتها للاسلام وللدين الحنيف هم ال ابي سفيان لذلك استعبدوا الناس بالمال والخوف والسطوة .
السبب الثاني :- انحراف في اصول الدين وهدم الاسس التي قام عليها في بناء منظومته المتكاملة التي سنها الله سبحانة وتعالى في دستوره الالهي . جاء الاسلام رحمة (حب لأخيك ما تحب لنفسك) وعدل ومساوات وانصاف واعطاء حقوق وحرية واحترام وهو الذي حفظ للمرأة حقها بعد ان كانت تقتل او تستعبد .
السبب الثالث :- هدر المال العام وتسليط الشذاذ وغير المؤهلين لقيادة الناس ادارياً وعسكرياً واقتصادياً وسياسياً . مما جعل ارض المسلمين مرتع للغزاة ونزوات الطامعين بتلك الارض الطاهرة .
السبب الرابع :- تحالف او الدخول في تحالفات مع دول وبلدان التي تريد امضاء مشاريع مسرطنة من اجل طمس معالم الدين والاثار العلمية والتاريخ والحضارة الاسلامية . ومن ابرز تلك التحالفات مع الفرنج والروم والعمل على خطط فاسدة من اجل التجارة والسلاح والخمور والفجور ابان حكم معاوية بن ابي سفيان مما جعل الامر اكثر سهولة في الدخول والتوغل داخل المسلمين .
السبب الخامس :- جلب عادات وتقاليد وادخالها على الاسلام وتشويه الحقيقة من خلال تشويه النصوص الواردة في التاريخ . والاتيان بالبدع والاضاليل وافكار تنسب للاسلام وهو منها براء امثال التجسيم والالوهية وغيرها من الافكار المنبوذة . ومن اجل ذلك خرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقد كان له الدورُ الرئيسُ في الحفاظِ على الإسلامِ ومبادئِه إنّ منهجَ الإمامِ الحسينِ (عليه السلام) في الثورةِ والتضحيةِ التامةِ الكاملةِ الشاملةِ الكبرى كان له الدورُ الرئيسُ في الحفاظِ على الإسلامِ ومبادئِه وأركانِه الأساسية، فلولا التضحيةُ والثورةُ الحسينيةُ الكبرى لتمكّنَ يزيدُ، وكلُّ مَن خلفَه من زعماءِ الشرِّ وطغاتِه من أن يفعلَ ويعملَ على طمسِ كلِ المعالمِ الإسلاميةِ وتهديمِ كلِ أركانِ الدينِ ومبادئِه وهذا ليس بغريبٍ ولا بمستبعد... فالثورةُ الحسينيةُ أرغمت يزيدَ نفسَه على ادعاءِ الإسلامِ والتظاهرِ به، ولولا ذلك لطُمِسَت معالمُ الإسلامِ إلى الأبد.
مقتبس من بيان "الحركة الإصلاحية بين الإيثار والانتهازية "