بقلم: قيس المعاضيدي
الحق موجود في كل زمان وحين ، ولا يمحوه كيد الاشرار والمضلين ،والفتن والمغرضين ،لان الحق يحتاجه كل انسان مهما تكبر وتمرد . وعندما جاء الاسلام الحنيف اخذ على عاتقة تهذيب الناس وتخليصهم من شوائب الجاهلية لا نها تعمي القلوب التي في الصدور . فدخل الاسلام الفقراء والبسطاء من الناس وآمنوا به ولم يلتفتوا لأقوال المتكبرين والمنتفعين من جهل الاخرين وانقيادهم لعبادة الاصنام . ومنهم من أخذته العزة بالإثم ، وعاند ومع استماعه لكلام الحاقدين ولم يحكم عقله وشيئا فشيئا ارتفعت عنده مؤهلات الكبر والعجب وفجأة وقف بوجه الحق وحاربه وهو على بصيرة من فعله وتناسى رحمة الله وغفرانه . واصطف بصف المارقة والاعلام الاموي المزيّف المتآمر على الاسلام .وما جيش المشركين الا نتيجة سريرة غير صالحة وفاسدة وكل من حارب الرسول الكريم ما هو الا صنم ، بل الصنم افضل منه لان الصنم جماد وغير عاقل وصاحب العقل يعبد من لاعقل له !! ولم يكتفي بذلك ،بل اخذ يسمم افكار الناس ويضطهدهم ويستولي على املاكهم ،بواسطة اسياده من الجهال والمنتفعين وفي هذا المقام تذكرت حديت للفيلسوف الاسلامي اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدست نفسة الزكية حيث قال :
((إنّ ظاهرة الصنميّة في حياة الإنسان نشأت عن سببين: أحدهما: عبوديّته للشهوة الّتي تجعله يتنازل عن حرّيّته الى الصنم الإنسانيّ، الّذي يقدر على إشباع تلك الشهوة وضمانها له، والآخر: جهله بما وراء تلك الأقنعة الصنميّة المتألّهة من نقاط الضعف والعجز.)).
واستمر مسلسل المؤامرات ضد الاسلام فبعد وفاة الرسول وقعت ردة تتبعها ردة وتجهيز الجيوش ضد الاسلام ووقعت الفتن .وكل تلك ماهي الا نتيجة الدسائس والفتن فولدت معركة الجمل والنهروان وصفين .وبعدها رفعوا شعارات اسلامية ضد الاسلام المتمثل بالإمام علي (عليه السلام ) وما بعدها الا تكملة لمسلسل الفتن وما فكروا ان الامام يحمل رسالة الى البشرية .وعمل المارقة بشراء ذمم ضعاف النفوس مما جعل الامام الحسن (عليه السلام )يعقد الصلح مع يزيد ليحقن دماء المسلمين!! وفعل الامام هذا ينم على حرص الامام على ارواح الناس لانه يحمل رسالة سمحاء .ورغم ان الامة ماتت ارادتها الا النزر القليل .. وقد ذكر الفيلسوف الاسلامي المظلوم اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدست نفسه الزكية )حال الامة في تلك المرحلة بقولة : ((" كانت الاُمّة في ذلك العصر مسلوبة الإرادة، أَلَم يقل ذلك الشخص للإمام الحسين (عليه السلام) بأنّ أهل الكوفة «سيوفهم عليك وقلوبهم معك»؟! انظروا إلى موت الإرادة إلى أيّ درجةٍ [هو]! وهذا معناه أنّ الإرادة ميْتة.))
وما حال الامة في عصر الامام الحسين عليه السلام عبارة عن جثه هامدة .والامة مصرة على قتل الامام الحسين .لان المارقة يعملون ليلا ونهارا على مقت الحق وتناسوا الرسالة السماوية .. وقد كتب الاستاذ المحقق الصرخي حول ذلك في محطات في المسير الى كربلاء حيث قال :((لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نُثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار .)).
فلنطبق رسالة الامام الحسين على الواقع ولنكون دعاة للحق متفانين ومتعاونين على البر والتقوى وضد الاثم والعدوان وننبذ الذل والخنوع والكسل والفترة ،ونأخذ بناصية بمن هو اصلح للامة وننهض معه .وكفانا تقرقا وشتاتا و نرص صفوفنا ضد المارقة المجرمين واذنابهم الفاسدين .ولا نساوم على رسالة الامام الحسين (عليه السلام) .
http://www8.0zz0.com/2017/11/05/19/775686300.jpg ربما تحتوي الصورة على: نص
ربما تحتوي الصورة على: سماء، وسحاب، ونشاطات في أماكن مفتوحة، وطبيعة وماء