بقلم نوار الربيعي
في شهري محرم وصفر يستذكر المسلمون سنوياً ذكرى وفاة واستشهاد أربعة من الأئمة المعصومين " عليهم السلام " وخامسهم جدهم النبي الخاتم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وهم الحسن والحسين وزين العابدين والرضا " عليهم سلام الله " ومع ذلك الاستذكار وإحياء تلك الفواجع المتتالية التي صبت على قلوب محبيهم نسأل أنفسنا كموالين لأئمة آل البيت وكمتبعين للنبي الخاتم " صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين " هل نحن نسير على خطهم فعلاً وقولاً وصدقاً وعدلاً ؟ أم نحن نحيي ذكرى تلك المصائب ونستحضرها بقلوب خاوية من أي تطبيق فعلي لمنهجهم سلام الله عليهم ؟...
فمن خلال ممارستنا وأفعالنا وتصرفاتنا وكل سلوكياتنا كمسلمين خلال هذين الشهرين ( محرم وصفر ) سوف نعرف ماهيتنا الحقيقية، هل نحن محمديون ورساليون ونسير على نهج آل البيت أو لا، وذلك من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الفساد الخلقي والأخلاقي ومحاربة كل ما حاربه من نحيي ذكرى استشهادهم وإقامة كل ما أقاموه من عبادات وسلوكيات فضيلة وإنسانية...
فمن خلال هذين الشهرين بما فيهما من خصوصية لدى المسلمين نعرف مدى الصدق أو النفاق الذي يعيشه المسلمون وبالتحديد الذين يتبعون آل البيت عليهم السلام وكما يقول المرجع المحقق لصرخي في بيان ( محطات في مسير كربلاء ) {{... في أيام عاشوراء محرم وصفر الحزن والألم والمصاب بالرسول الأمين والحسن والحسين السبطين وزين العابدين والرضا الغريب المدفون في أرض طوس (عليهم وعلى آل بيتهم الصلاة والسلام والتكريم)، علينا أن نذكر بعض ما يلزم أن يكون حاضرًا وشاخصًا لنا في كل مقام ومقال كي نكون صادقين في حبِّ الحسين (عليه السلام) وموالاته، وإلّا ففي النفاق ومع المنافقين والعياذ بالله ...}}.
ففي هذين الشهرين يجب أن نستحضر تلك التضحيات الخالدة والجسيمة التي قدمها نبينا العظيم وآل بيته " عليهم السلام أجمعين " من أجل الحق ونصرة الإسلام والإنسانية ومحاربة الفساد المجتمعي ورموزه, فلا يكفي أن نحيي تلك المصائب دون أخذ العظة والعبرة من أصحابها والتمسك بنهجهم القويم وإلا فنحن في النفاق ومع النفاق وإلى نفاق.