الفطرة الانسانية والرحمة الالهية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نور التميمي
(افتطار الناس على النزوع إلى الخير أو الشر) هو أمر غيبي لا مجال للعقل البشري بمفرده إلى معرفته واكتناه حقيقته، بل إن مجاله _ أي العقل _ يكاد ينحصر في تتبع ظواهر تلك الفطرة أو الخلقة البشرية وآثارها الخارجية من سلوك وأفعال، في ظل جهل العقل, بمفرده, لمبدأ خلقة الإنسان على أي من النزعتين, وتقلب الإنسان ذاته في سلوكاته بين الخير والشر دون وجود حواجز واضحة وحاسمة في تصنيف الناس بناء على ما يظهر من أفعالهم، وبالتالي، فمن هو الشخص المخول تصنيف الناس وتقسيمهم دون أن يطاله, في الوقت ذاته, التصنيف نفسه؟!.
فإذا استبعدنا موضوع هذه المسألة من حقل المعرفة البشرية المرتكزة على العقل وحده، كنا في غنى عن مناقشة هذه الآراء على حدة، وهو الأمر الذي قام به العديد من العلماء المسلمين في سياق نقدهم لهذه الآراء، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تسنى لنا أن نعلم أن المنهل المعرفي الوحيد الذي يمكننا أن نستقي منه الجواب الشافي في هذه القضية هي نصوص الكتاب والسنة؛ لأن موضوع هذه القضية أمر غيبي لا يملك العقل إزاءه سوى التلقي من الوحي والفهم عنه، ثم الانطلاق لتعزيز ما تحصل لديه من علم من خلال دلائل الواقع وبراهينه.
تربط الانسان بالمعبود المطلق وهذه الفطرة الانسانية تسعى للخير والعمل الصالح تقابلها النفس ومافيها من نوازع للشر فهنا اي طرف ينمو يكون موثر فالخير يقرب لله والشر يبعد عن الله ويهلك فهنا يحتاج الانسان ان ينمو اي طرف من خلال الممارسة وعليه ان يختار الهدف النبيل والغاية السامية التي تجعله دائما يسعى للخير موجبا للتكامل ومن تسليط الضوء على كلام المرجعية في هذا الموضوع هذا المقتبس لكلام المحقق الصرخي دام ظله
وكما قال الاستاذ السيد الصرخي الحسني .في مقتبس من كتاب التقليد والسير في طريق التكامل
كلما كان هدف الإنسان رضا الله سبحانه وتعـالى الذي لا تتناهى عظمته ولا تنقطع قدرته ولا تنتهي نعمه كلما كان ذلك منعشًا لآماله ومؤثرًا في اقترابه من الصلاح والتكامل.