هل نحن في عصر الابدال .. ومع من سنكون ؟
فلاح الخالدي
.......................................................
لايخفى على كل متابع مايمر به العالم اليوم من فتن ومطبات يشيب لها الطفل الرضيع , لما تحمله من اهوال وظلم واجرام بحق الناس الابرياء والعزل , ولو تأملنا قليلا وبحثنا عن السبب , تجد السبب هي نفسها الامم , حيث نراهم تركوا الحق وركنوا للباطل الظالم , لتركهم العقل والسير خلف العواطف والاهواء والملذات والشهوات , وما يقدمه ائمة الضلال الخونة من سياسيين ورجال دين متلبسين بأسم الدين من اغراءات جعلت الناس تنفر عن طريق الحق بل تراه باطلاً .
علما ان هذه الارهاصات والفتن في اخر الزمان لم تكن غائبة عن اذهان وتنبؤات الرسول الاكرم واهل بيته الاطهار (صلوات الله عليهم وعلى جدهم الامين) حيث نراهم قد وجهوا وحذروا وانذروا واعطوا العلامات والمقدمات لتلك الفتن وما موقف اكثر الناس في اخر الزمان تجاه الحق وهجرانهم له بل عدمه عندهم حيث يرونه باطلا والمنكر معروفا , وما موقف من يدعون انهم على منهج اهل البيت وينتظرون الامام المهدي وقدومه ويتهيأون لنصرته , ويوم الابدال يكشف الاوراق والنفوس التي تكونها تلك الشخصيات , وذلك لولوجهم بأكل الحرام والكسب الغير شرعي مما يجعل الامور تختلط عليهم فلا يميزون الحق فيصبحون مسلمين مؤمنين ويمسون كافرين ملحدين ؟! من خلال تبديل الافكار او العقائد والتشكيك ببعضها او جحدها .
وبخصوص الفتن واخر الزمان والعصر الذي نحن فيه كان لاحد المحققين العراقيين موقفا وتوجيه واشارة لما نحن فيه من عصر , وهل نحن في عصر الابدال عصر الفتن والاهواء والملذات وجحود الحق , ففي المحاضرة الاولى من بحث "( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول) قال المحقق الاستاذ ((هذا هو يوم الإبدال
في صحيح أبي داوود ومسند أحمد وفي الحاكم وصححه الحاكم أيضًا ورواه الذهبي وأقرّ تصحيحه / قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ... ثم فتنة السراء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا .
أقول : هذا هو التبديل، هذا هو يوم الإبدال، هذا هو عصر الإبدال وعصر التبديل والتبدل وتغير العقائد والأفكار وتبدل الإيمان بالكفر، والكفر بالإيمان .)).
وختاماً ان أغلبنا قد لم يخطر بباله هذا السؤال،هو (أننا في يوم الأبدال مع من سنكون؟ وبمن سنلتحق ؟ وما هو المعيار الذي سنعتمده ؟ وما الذي سيتحكم بنا حتى اللحظات الأخيرة ،عقْلَنا فنكون كالحر بن يزيد الرياحي أم هوانا فنكون كعمر بن سعد)؟؟؟فالإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرحه الشريف) يوصينا قائلاً فليعمل كلُ امرئٍ منكم بما يقربُهُ من محبتِنا ويتجنبُ ما يُدنيهُ من كراهتنا وسخطِنا فإن أمرَنا بَغتةً حين لا تنفعهُ توبةٌ ولا ينجيه من عِقابهِ ندمٌ على حوبةٍ).