القانون الالهي يجسده الحسين في كربلاء ..
احمد ياسين الهلالي
بالتمحيص والابتلاء والاختبار تعرف معادن الناس وتنكشف الحقائق المخفية في صدور العباد ,والتمحيص هو احد تلك القوانين الحتمية الحصول لكل انسان ولايمكن الفرار منه, فكم من اناس سقطوا وهووا الى نار جهنم نتيجة ذلك الغربال وبسبب تمسكهم بالدنيا ولجوئهم الى غير الله تعالى في الكثير من الاموروالمواقف مع العلم ان الله تعالى قد اخبر عبادة في الكثير من النصوص القرآنية على ان الولاية لله ولرسوله وللمؤمنين ولايجب اطاعة غيرهم , ومن اعظم الاختبار والتمحيص هو ما اختبر به الله تعالى امة رسوله ( صلى الله عليه واله وسلم ) في كيفية اتباعهم واطاعة أوامرهم باعتبارهم الامتداد الامن والحافظ لتلك الرسالة , وما روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) في احقية ولاية اهل البيت واتباعهم ونصرتهم كثيرة ومتواترة , ومحاربتهم هي بمثابة محاربة لله ورسوله بقوله( صلى الله عليه واله ) انا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن والكم وعدو لمن عاداكم , لذلك فقد وقع المسلمون في يوم عاشوراء وثورة الامام الحسين (عليه السلام) على الظالمين في اعظم مرحلة من مراحل التمحيص والاختبار من حيث وضوح الحق من الباطل فالمقابل صاحب الثورة هو معروف النسب والمكانة لدى الجميع وهو ابن بنت رسول الله والجميع يعرف انه سيد شباب اهل الجنه كما اخبرهم به رسول الله , والامر الاخر هو قصر الفترة التي يتحتم فيها على المسلم في اختيار نصرة احد الصفين المتقاتلين وتحديد مصيرة في الدنيا والاخرة فأما ان يكون ناصرا لامام زمانه والمتمثل بالحسين (عليه السلام ) وفي ذلك فقد اطاع الله ورسوله وسعد في الدنيا والاخرة , واما ان يترك الحسين واهل بيته يواجه مصيره امام تلك الذئاب المفترسة وهنا قد خسر الدنيا والاخرة , لذلك وفي كربلاء وكما وصف المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني الامام الحسين في بيان محطات في المسير الى كربلاء بقوله ان القانون والنظام الإلهي في قوله تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة/16 قد جسده الامام الحسين حيث قام (عليه السلام) في أصحابه وقال : ( إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُه ألاَ تَرَون أن الحقِّ لا يُعمَل به ،والباطلِ لا يُتناهى عنه ؟! ، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَمًا )