المهدي من أشراط الساعة في كتب الصحاح يامارقون
الإمام المهدي – عليه السلام – هو آخر الأئمة المعصومين – سلام الله عليهم – والذي يخرج آخر الزمان ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلِئت ظلماً وجوراً ، كما صرحت الروايات بذلك ، علماً أن أغلب الديانات - إن لم تكن كلها – تؤمن بخروج مصلح في آخر الزمان ، وكلها تترقب خروجهُ لتنعم الشعوب بالعيش الكريم ، ويكون عوناً للفقراء والمستضعفين ، هذا حلم مرتقب لكل الشعوب ، مع الاختلاف باسمه وشخصه ، لكن الهدف واحد ، وهو إنقاذ البشرية ...
وفي ديانة الإسلام تواترت الروايات في ذكر المهدي – عليه السلام – ذاكرةً صفاته وأهدافه ، وهذا التواتر طبعاً من كلا الفريقين ، علماً أن هذا التواتر وصل إلى حد القطع به ، إذن فالإيمان بخروجه – عليه السلام – واجب كما هو واضح في كتب ومصادر أهل السنة – فضلاً عن المصادر الشيعية - ، فمثلاً يُقال أن أول من صرح بتواتر الروايات عن المهدي – عليه السلام – هو الحافظ ابو الحسن محمد بن الحسين الآبُرّي (ت 363هـ ) – صاحب كتاب مناقب الشافعي فقال : " وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بذكر المهدي ، وأنه من أهل بيته ، .... ، وأن عيسى – عليه السلام – يخرج فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه الأمة ، ويصلي عيسى خلفه " . / تهذيب الكمال / 25/ 149 .
وكذلك ورد في سنن أبي داود ج4 / 107 ، عن أم سلمه ، قالت : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " المهدي من عترتي ، من ولد فاطمة " ، وقد صححه الألباني .
وأيضاً قال ابن القيم الجوزية في كتاب المنار المنيف / 147 : " وقال الحارث بن ابي اسامة في " مسنده " ، ....، عن جابر ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ينزل عيسى ابن مريم ، فيقول اميرهم المهدي : تعال صلِّ بنا ، فيقول : لا ، إن بعضهم أميرُ بعض ، تكرمة الله هذه الأمة " وقد قال عنه : إسناد جيد .
ومن ثَمَّ يأتي - من بعد هذه الروايات المتواترة – ابن تيمية في كتابه منهاج السنة حقداً منه على آل البيت – عليهم السلام – ليضعّف ويطعن بهذا الكم من الروايات ، وينكر ما ورد من احاديث على لسان الرسول الكريم – صلوات الله عليه – نقلاً عن الصحابة رضوان الله عليهم ، جاعلاً فصلاً في كتابه منهاج السنة تحت عنوان " حديث المهدي كما يرويه الرافضي والرد عليه " ، علماً أن هذه الروايات في كتب معتبرة عند أهل السنة . وقد تصدى لهذا الفكر المنحرف سماحة المحقق الأستاذ الصرخي الحسني في بحثه (الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذعهد الرسول) ليوقف سموم هذا الفكر المنحرف قائلاً : " الخطوة الثانية: لقد وصلنا الكثير من الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي عليه السلام وأنّه سيكون في آخر الزمان، وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها وقد ذكر اسم وعنوان المهدي صراحة في الكثير منها، فيما أشارت باقي الروايات إلى عناوين ,فهم منها كل عقلاء المسلمين أن المقصود منها هو الشخص المسمى بالمهدي، ومن هذه الأحاديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحًا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعًا أو ثمانيًا. كما في مستدرك الحاكم، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (مسلم والبخاري لم يخرجاه).
مقتبس من المحاضرة {1} من بحث (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم
9 محرم 1438 هـ - 11 / 10 / 2016 م .