المنهج التكفيري يعد انفاسه الاخيرة على يد المرجع الصرخي
احمد ياسين العلالي
لقد نقل الاسلام الحياة البشرية في المجتمع القريشي ان ذاك نقلةً نوعية بعد بعثة النبي الاكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بالرسالة السماوية ودعوة الناس الى عبادة الله الواحد الاحد وترك عبادة الاوثان والاصنام التي لاتضر ولاتنفع , تلك الدعوة التي بعثت الحياة من جديد في نفوس الفقراء والمستضعفين واستنقذتهم من تسلط الجبابرة والمنتفعين من شيوخ الجاهلية واسياد قريش وجعلت منهم العدالة الالهية متساوين في جميع الحقوق والواجبات فلا يوجد تمييز بين هذا وذاك , ولا يوجد من ولد عبدا والاخر ولد حرا فالجميع ولد ادم وادم من تراب , هذا الامر الذي لم يتحمله اصحاب المقامات ومالكي الارقاب الذين كانوا يعيشون حياة الترف والرخاء على حساب البسطاء من الناس , فاخذوا يتربصون بالاسلام ونبي الاسلام في حياته وبعد رحيله الى الرفيق الاعلى , فاخذوا يروون الاحاديث الكاذبة والمحرفة والمدلسة ويلصقونها بالنبي الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) واخذوا يرمونه بالسهوا والنسيان والخطأ رغم ماوصفه القران بانه الا وحي يوحى من اجل مستقبلهم الذي رسموه والذي خططوا له لتحويل تلك الرسالة المحمدية السمحاء بعد رسول الله الى ملك يتناقله الابناء عن الاباء , لكن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) لايخفى عليه ذلك الامر فقد اعطى الارشادات ووضع الضوابط التي لايضل من تمسك بها ولايهلك حيث قال قبل وفاته (إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) كما واشار الى من هو صاحب الحق ويجب اتباعة واطاعته حيث قال (علي مع الحقّ والحقّ مع علي) , لذلك فان عدم الاخذ بارشادات الرسول الاكرم ووصاياه من قبل الامة بحق من له الولاية عليهم فسح المجال امام القردة والخنازير من بني امية وتمكنهم من التسلط على رقاب المسلمين , ومنذ ذلك اليوم الذي افتقدنا فيه نبي الرحمة ورسول الانسانية المعلم الاول والمربي الفاضل اصبحت الامة تعيش في تشتت وضياع واصبح اصحاب الولاية الحقة من ذريته الاطهار محل للعداوة والبغضاء من قبل النواصب والخوارج وفي كل زمان , ومن هذا الباب وعلى نهج الرسول الاكرم واهل بيته الاطهارفي التصدي للاباطيل والمنافقين والمخادعين فقد تصدى المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني لذلك النهج المعادي لاهل بيت النبوة وصحبه الاخيار والمتمثل بفكر ابن تيمية وائمة الخوارج والمارقة بمجمل خزعبلاتهم واساطيرهم الخرافية والوثنية من خلال بحوثه المسومة ( الدولة المارقة ..في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول ) و (وقفات مع ...توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) والتي عرت وكشفت وفضحت اغلب مخططات تلك الجماعات التكفيرية ومانقل عن ابن تيمية من خلال التحقيق والتدقيق بكتب التاريخ الاسلامية وبطرح واضح ومفهوم ذلة له رقاب المدلسة والمحرفة من اتباع ذلك النهج التيمي التكفيري .