الاستاذ المحقق الصرخي رسول الإنسانية والأخلاق
ونحن نقرأ في السيرة النبوية الشريفة ونلمس آثارا كبيرة تدل على معنى الشمولية الكونية في الإسلام ، ومن ذلك كيفية تعامله ( صلى اللـه عليه وآله ) مع الحيوان ، وقد نقل عنه ( صلى اللـه عليه وآله ) انه قص جزء من ردائه لان قطة كانت نائمة عليه فأبى أن يوقظها من نومها ، وفي مرة أخرى نجده ( صلى اللـه عليه وآله ) يسقي هذا الحيوان بيده الكريمة عندما يلحظ العطش عليه ، وتارة يحذر من إيذاء الحيوان فيقول ( صلى اللـه عليه وآله ) : " رأيت في النار صاحب الهرة تنهشها مقبلة ومدبرة ، كانت أوثقتها ولم تكن تطعمها ولا ترسلها تأكل من خشاشه الأرض (1)
بل أن رحمته ( صلى اللـه عليه وآله ) شملت حتى الأفاعي التي تقطن في بعض زوايا البيوت ، فنهى عن قتلها واصفا إياها بوصف محبب إلى النفس قائلاً : " لا تقتلوا عوامر البيوت " .
وهناك أيضا الكثير من المناسبات والشواهد التي دلت وتدل على أن قلبه الكبير ( صلى اللـه عليه وآله ) كان مفعما بالحب والعطف والرحمة إلى درجة انه قال عن نفسه : " إنما أنا رحمة مهدأة " ، ولعل شهادة الباري - عز وجل - كافية في هذا المجال وذلك في قوله :
{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } (الأنبياء / 107) .
وبعد ؛ فهذه هي السيرة والأخلاق التي ينبغي أن نحياها في مشاريعنا ومناهجنا ومسيرتنا في هذه الحياة ، لا الأخلاق المادية الأنانية التي يتخلف بها الأنانيون والمصلحيون .
فالمشاريع المادية الوضعية لا تتصف إلا بالأخلاق الجاهلية الجافة ، ولا تعير إلى القيم الروحية والإنسانية أدنى أهمية ، بل لا تعرف إلا الذهب والفضة والدرهم والدينار ، وبهذا الأسلوب تعمل على مسخ الإنسانية .
أن هذه المشاريع تفتقر إلى معاني التراحم والتعاطف ، وبذلك تتفكك في ظلها الأسر ليتفكك المجتمع كله فيصبح أفراده ذئابا مفترسة ، وحيوانات يفتك بعضها ببعض ، فالمجتمعات البشرية وخصوصاً الغربية تعج اليوم بالملايين من صور هذا التفكك والانحلال
بالاضافة لما قاله الاستاذ المحقق
حيث قال محمد رسول الانسانية صلى الله عليه واله على عكس ما اسس له ائمة التيمية الخوارج المارقة في يومنا الحاضر من خرفات التعصب الديني
والفكري ولثنيات عنصرية تقويضية التي تصدى لها مفندا وبجدارة المحقق الاستاذ الصرخي بفيض علومه المعتدلة المتمثلة ببحوثة
هذا ما علمنا وتعلمنا من رسول الانسانية والغاية والهدف هو اقتداء بااخلاق الرسول الاكرم صلى الله عليه واله لانه مدرسة اخلاقية جامعة
....
علي البيضاني