بقلم نوار الربيعي
عندما يفتى بحرمة شيء ما فإنَّ هذه الحرمة تشمل الجميع بدون إستثناء، فمثلا حرمة شرب الخمر فإن الحرمة تشمل الجميع دون أي استثناء، فلا يصح أن يحرم الخمر على الجميع إلا على واحد من الناس يكون الشرب مباح له، وهذا مثال تقريبي لما نريد أن نصل إليه فعندما تكون زيارة القبور وخصوصاً قبر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أمراً محرماً كما يقول أتباع ابن تيمية فإن هذه الحرمة يجب أن تشمل الجميع ولكن ليس تحرم زيارة قبر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " على الناس وكل القبور ويستثنى من ذلك زيارة قبر ابن تيمية فإنها تكون مباحة !!...
حيث يذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في الجزء الثامن عشر الصفحة 301 في ترجمة ابن تيمية وهو يتحدث عن موت ابن تيمية وجنازته ودفنه (( تردد شيخنا الإمام العلامة برهان الدين الفرازي إلى المقبرة في الأيام الثلاثة وكل يوم بكرة النهار ويعود وهو راكب على حماره وعليه الجلال والوقار رحمه الله )) ....
وهنا يتحدث عن زيارة العلامة الفرازي لقبر ابن تيمية في أول ثلاثة أيام وفي كل يوم بكرة ... وهنا نسأل التيمية :
أولاً :حسب قول ابن كثير وفعل العلامة الفرازي هل تثبت مشروعية زيارة القبور أو لا ؟ ...
ثانياً : هل زيارة قبر ابن تيمية مشروعة ومباحة وزيارة قبر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " غير مشروعة ؟ فأيهما أكثر رفعة وشرف وقدسية مع عدم وجود أي وجه للمقارنة لكن من باب إلقاء الحجة .
ثالثاً: هذه الزيارة قام بها احد المع شيوخكم وكما يصفه ابن كثير بالإمام العلامة فهل قام هذا العلامة ببدعة ؟ فهل فقيه أهل الشام وثقة شيخ الإسلام العز بن عبد السلام الملقب بسلطان العلماء يكون مبتدعاً مع العلم وحسب قول ابن كثير انه كان يزور قبر ابن تيمية والمقبرة يومياً بكرة النهار... الآن هذه مشروعية وإمضاء من شيوخكم بزيارة القبور بصورة عامة وليس فقط قبر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " إلا إذا كان الأمر حكراً على زيارة قبر ابن تيمية!!.
فلماذا هذا الكيل بمكيالين يا تيمية، فعندما تكون زيارة خاصة بقبر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أو أحد الأئمة أو الأولياء تكون تلك الزيارة محرمة وتستوجب التكفير وسفك الدما بينما عندما تكون الزيارة خاصة بقبر ابن تيمية أو سلاطين التيمية فإن الأمر يتم التغاضي عنه ويكون مباحاً كما بين ذلك المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الواحدة والعشرون من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " في تعليق له عل مورد في كتاب ابن الأثير يبين فيه زيارة صلاح الدين لقبر الإمام الشافعي، حيث قال :
{{... يا دواعش يا سفهاء الأحلام ، تكفّرون وتقتلون المسلمين السنّة والشيعة لأنّهم يزورون القبور، وتنتهكون حرمات الأولياء والصالحين وتهدمون قبورهم، وها أنتم قُطِعَت ألسنتُكم وبَلَعْتموها خاسئين مُبلسين مَرجومين أمام زيارة الولاة الملوك السلاطين أولياء الأمور الأيوبيين لقبر الإمام الشافعي !!! لينكشف زيف مدّعى ابن تيمية وأتباعه الجهّال في منع وتحريم زيارة القبور وتكفير وقتل مَن يزورها .......هذا هو المنهج التيمي جاء لأجل تهديم الدين الإسلامي ولتحريف البعض عن عقيدتهم لا لأجل الدين والدفاع عنه كما يدعون وخير شاهد ما نراه اليوم من أفعال أتباعهم الدواعش يقتلون ويسفكون الدماء ويهتفون الله أكبر ..}}.
فهذه هو دين التيمية وهو دين الكيل بمكيالين والنظر بعين واحدة فكل شيء يتعلق بهم يكون حلالاً ومباحاً ولا غبار عليه ولكن إن كان يخص غيرهم من المسلمين يكون محرماً ويستلزم القتل والتكفير وإستباحة الدماء والأموال والأعراض والمقدسات.