بقلم : احمد المــــلا
أجمعت الأمة وكل الأمة بمشروعية زيارة الأنبياء والأولياء والصالحين اعتماداً على السنن المتوارثة عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وعن الصحابة رضوان الله عليهم لكن ابن تيمية الوحيد الذي خالف هذا الإجماع وعلى الرغم من تمسكه بمسألة الإجماع إلا إنه خالفه وقال بكفر وإبتداع كل من يزور المشاهد الشريفة وأسماهم بالقبورية دون أن يأبه بما موجود في السنة النبوية الشريفة ودون الأخذ بإجماع علماء وفقهاء الأمة بمختلف المذاهب فأسس مذهباً تكفيرياً حسب ما يشتهي ويريد، وهنا سوف نطرح مسألة تظهر نفاق ودجل التيمية وهي زيارة قبر ابن تيمية من قبل اتباعه والصلاة عليه لأيام وليالي وشدِّ الرحال إليه من أمكان بعيدة.
حيث يذكر الحافظ أبي حفص عمر بن علي البزار في كتابه ( الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام بن تيمية ) وفي الصفحة 75 خلال مغالاته بابن تيمية وفي ما يخص دفنه (( ودفن - ابن تيمية - في ذلك اليوم .... ثم جعل الناس يتناوبون على قبره للصلاة عليه من القرى والأطراف والأماكن والبلاد مشاة وركبانا ))!!!...
نلاحظ كيف إن البزار تدرج في وصف زائري قبر ابن تيمية حيث تدرج من القريب إلى البعيد، ابتدأ من القرى وأطراف وختم بالبلاد أي حتى من أمكان بعيدة ومن محافظات ومن أقاليم جاءوا لزيارة قبر ابن تيمية والصلاة عليه والذين جاءوا مشياً وركباناً !!! وهنا نسأل التيمية هل زيارة قبر ابن تيمية وشد الرحال إليه مشيا وركوباً من القرى والبلاد أمراً مباحاً وحلالاً وهو مجرد إنسان عادي ولنقل انه عالم رجل عالم دين ليس أفضل من النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ولا من آل بيته " عليهم السلام " فهل شد الرحال لزيارة قبره والصلاة عليه أفضل من شد الرحال لزيارة قبر نبي أو ولي من أولياء الله ؟؟!!...
ومن يقول هذا تصرف شخصي ولا دخل لإبن تيمية له فنسأله لماذا لم يكفر تلامذة ابن تيمية والعلماء الذين درسوا على يده وممن تأثر به لماذا لم يكفروا هؤلاء الذين زاروا قبر ابن تيمية ؟ فهل البدعة مباحة وبغض عنها الطرف إذا خصت ابن تيمية وتكون حراماً وتستحق التكفير وقطع الرقاب إذا خصت الأنبياء والرسل والأولياء ؟ هذا من جانب ومن جانب آخر نذكر ما قام به صلاح الدين الأيوبي من زيارة لقبر زكريا بعدما أخذه من الفرنج وسلمه للمسلمين وهذا ما بينه المرجع المحقق الصرخي في محاضرته السادسة والعشرون من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال :
{{... 15ابن الأثيرـ [ذِكْرُ فَتْحِ عِدَّةِ حُصُونٍ]:فِي مُدَّةِ مُقَامِ صَلَاحِ الدِّينِ بِعَكَّا تَفَرَّقَ عَسْكَرُهُ إِلَى النَّاصِرَةِ، وَقَيْسَارِيَّةِ، وَحَيْفَا، ..وَسَيَّرَ حُسَامَ الدِّينِ عُمَرَ بْنَ لَاجِينَ فِي عَسْكَرٍ إِلَى نَابُلُسَ فَأَتَى سَبَسْطِيَةَ وَبِهَا قَبْرُ زَكَرِيَّا، فَأَخَذَهُ مِنْ أَيْدِي النَّصَارَى وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، [[ يا مارقة يا ابن تيمية يا خارجيّ هل صلاح الدين وقادته قُبوريّة عبدة القبور؟! فقد أخذوا قبر زكريا من أيدي النصارى وسلّموه إلى المسلمين، فهل تحققوا من كونه هل هو فعلًا قبر زكريا(عليه السلام) أو لا؟ ولماذا لم يهدموه وينتهكوا حرمته؟! ]])) ...}}.
وقد جئنا بهذا المورد كشاهد غير تلك الموارد التي تملأ أمهات الكتب هذا من جهة ومن جهة أخرى جئنا بزيارة قبر ابن تيمية من قبل الناس حتى لا يكون هناك عذراً عند الغير فمن يضّعف الشاهد التاريخي لا يستطيع أن يضّعف كرامات ابن تيمية التي ذكرها البزار نقلا عن العسقلاني.